سؤال طالما دق أبواب ذهني، ولم أجد أي رد شاف عليه: لماذا تنتشر دور ومؤسسات لرعاية العجزة وكبار السن في أنحاء العالم الغربي، فيما تكاد تنعدم مثيلاتها عندنا في العالم العربي؟!
قد أجيب على ذلك السؤال بالقول إنه في الغرب حيث تسود الفردية التي تعني استقلال الأشخاص في حياتهم الخاصة، وانتشار نمط الأسرة النووية، لا يمكن للأبناء أن يتحملوا عبء رعاية الآباء العجزة، خاصة حينما يصل هؤلاء إلى سن متأخرة من العمر، فلا الإيقاع السريع لحياة المجتمع الصناعي، ولا الأفكار التي يحملها أفراد ذلك المجتمع حول مفهوم الفرد المنتج، يسمح أي منهما بأن يعتمد الأبوان في تدبير بقية حياتهما على الأولاد الذين أصبح كل منهم بمفرده أبا لأسرة لا يمكن أن يتعايش فيها أكثر من جيلين· لهذا وجدت دور لرعاية وإيواء العجزة في الغرب، وذلك من حيث هي تمثل وظيفة اجتماعية في مجتمع طبيعته وعلاقاته الداخلية على ذلك النحو·
أما في العالم العربي فمؤسسات كهذه لم تصبح حتى الآن ذات وظيفة في البناء الهيكلي للمجتمع، لأنه ببساطة شديدة، ليس هناك من يتخلى عن والديه أو يلقيهم إلى مؤسسات تتولى رعايتهما! وهنا لا نحتاج إلى بحث معمق حتى نجد الأسباب جلية في بنية المجتمع العربي، بدءا من الأسرة مرورا بالأفكار التي يحملها الأفراد حول وجوب الإحسان إلى الوالدين، وانتهاء بفكرة العيب التي تمثل سلطة قهرية وأداة قاسية للضبط الاجتماعي في عالمنا العربي!
فهل ذلك جواب يشفي ويروي ظمأ العقل إزاء ظاهرة محيرة؟
خالد أبو النور- القاهرة