لغة المصالح تعقد النووي الإيراني
مازالت تتفاعل قضية الملف النووي الإيراني، ومازالت التعليقات تتزاحم على صفحات الرأي في الجرائد العربية، حيث كتب جيفري كمب مقالا نشرته ''وجهات نظر''، يوم أمس الأحد، يتناول فيه الطريق المسدود الذي وصلته المفاوضات الأوروبية الإيرانية حول وقف أنشطتها النووية· ومعلوم أن إيران -في تحد سافر للمجتمع الدولي- قامت بنزع الأختام عن منشآتها النووية وقررت استئناف تخصيب اليورانيوم ضاربة عرض الحائط المقترح الروسي الذي يقضي بإجراء عملية التخصيب فوق الأراضي الروسية· يبحث الكاتب في مواقف الدول الكبرى المؤثرة على الساحة الدولية التي يعول عليها لرفع الملف النووي إلى مجلس الأمن· فرغم ما بدا مؤخراً من توافق دولي حول ضرورة التعامل بحزم مع طهران، خصوصاً من جانب الصين وروسيا، فإنهما مازالتا لا تحبذان فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وتدعوان إلى استنفاد كافة الجهود الدبلوماسية· وبالطبع تبرز إلى السطح مسألة المصالح المتشابكة التي تجمع بين كل من الصين وروسيا مع إيران· فمعروف أن الصين تعقد آمالا عريضة على النفط الإيراني للمحافظة على معدلات النمو المرتفعة التي يشهدها اقتصادها، خصوصاً في ظل الصفقات العديدة التي عقدتها مع طهران للحصول على الطاقة، ولا تبدو مستعدة للتضحية بمصالحها في حالة فرض العقوبات على إيران· من ناحيتها ترتبط روسيا بمصالح كثيرة أيضاً مع طهران تتمثل في صفقات الأسلحة الكبيرة، فضلاً عن تعاقدها معها لبناء مفاعل ''بوشهر'' وتطويره· وهي المصالح ذاتها التي يلعب عليها النظام الإيراني من أجل إحداث شقوق في القوى الغربية ومنع فرض العقوبات عليه، لا سيما وأن الصين يمكنها أن تستخدم حق ''الفيتو''· لكن في المقابل، فإن كلا من الصين وروسيا لا ترغبان في التصادم مع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة بالنظر إلى المصالح الاقتصادية التي تجمع بكين وموسكو بالغرب ورغبتهما في المحافظة عليها·
مصطفى الصنهاجي- المغرب