ثمن باهظ لحرب العراق!
في مقاله المشترك مع زميلته الاقتصادية ليندا بليمز، الذي نشر في صفحات ''وجهات نظر'' ليوم الاثنين 23 يناير الجاري، تحت عنوان ''إدارة بوش وفاتورة الحرب الخاسرة'' فضح جوزيف ستجليتز عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل، الحرب الخاسرة على العراق بلغة الأرقام ومفارقاتها العجيبة الغريبة· فقد سارعت إدارة بوش إلى فصل مستشارها الاقتصادي على الفور، لتنبئه بفاتورة تصل إلى 200 مليار دولار، بدلاً من الـ60 ملياراً التي تنبأت هي بها· ولكن تشير الأرقام الحقيقية والواقعية الشاملة لكافة بنود التكلفة، إلى أنها تصل إلى نحو تريليوني دولار عداً ونقداً فأي مفارقة هذه؟!
ثم إن المشكلة ليست في الأرقام بحد ذاتها ولا في التكلفة المالية للحرب، وإنما هي في المقام الأول في تكلفتها السياسية وفي أسلوب المراوغة والمواربة الذي انتهجته إدارة بوش حيال دافع الضريبة الأميركي الذي يقع على عاتقه تسديد هذه الفاتورة الضخمة لعدة عقود وسنوات تالية كما قال كاتبا المقال· وبعد الذي اتضح أخيراً بلغة الأرقام القاطعة الواضحة، فليس مستبعداً أن يكون في خطة المراوغة هذه، ألا يطلع المواطن الأميركي على أي برنامج واضح لخطة الحرب ولا لعراق ما بعد صدام، حتى لا يفتضح سر التكلفة الحقيقية التقريبية التي لابد أن الإدارة كانت عالمة بها، خاصة وهي تدرك سلفاً أن أمد بقائها سيطول في العراق·
يذكر بهذه المناسبة أن أحد أقوى الاعتراضات التي أثيرت ضد هذه الحرب حتى قبل شنها، هو الغموض الذي اكتنف خططها وتمويلها من جانب الإدارة· وإذا كان المد الشعبي المؤيد لتلك الحرب، الذي منح الرئيس بوش ثقته لشنها، قد بلغ مرحلة انحساره في كافة استطلاعات الرأي العام التي أجريت مؤخراً في أميركا، فماذا ستفعل الإدارة اليوم وقد تكشفت كل تلك المغامرة الحربية عن خسارة فادحة في الأخلاق وفي السياسة وفي الأموال والأرواح؟! وإلى أي مدى سيتمكن الرئيس بوش من الحفاظ على دعم أمته لحرب أحاطت ذرائعها الأكاذيب والتلفيقات، ثم إنها لم تثمر إلا خسارة فادحة ستدفع أميركا ثمنها لعدة عقود وسنوات؟!
إبراهيم الطاهر- دبي