يوما وراء الآخر تتضح للجميع مدى ضخامة الجهد التنموي المبذول في الإمارات بغية تحقيق نهضة حقيقية وتنمية مستدامة تستفيد منها الأجيال القادمة· ولا تتوقف أبدا حركة الإعمار والبناء والتشييد النشطة للغاية والتي تعتمد كما هو واضح للجميع على خطة واعية بموقع ودور الإمارات في المنطقة·
ويحسب لهذه الخطة تنويعها للطاقات الاستثمارية للدولة وعدم التركيز على قطاع بعينه، إنما هي تمتد وتتوسع في مختلف المجالات، بحيث تبدو النهضة العمرانية والاقتصادية ، كأنها سيمفونية متناغمة تعزفها كل القطاعات·
وتشهد على ذلك مختلف التقارير الدولية المعنية بمتابعة معدلات التنمية في شتى دول العالم، وقبلها يدرك ذلك سكان الدولة الذين يتابعون صباح مساء الطفرة الهائلة المتحققة حولهم في مختلف أنحاء الدولة·
ويحسب للقائمين على هذه الجهود إدراكهم أهمية التركيز على القطاعات غير النفطية وخاصة الصناعات الثقيلة التي تمثل أحد الأعمدة القوية التي تقوم عليها كثير من الاقتصاديات في العالم·فهي ببساطة تمثل العمود الفقري لكثير من الصناعات والقطاعات الأخرى التي تقوم وتبقى وتتطور على كتف هذا النوع من الصناعات·وفي المقدمة منها صناعة الصلب التي تغذي مختلف القطاعات الإنتاجية·
والعقد الذي وقعه أمس سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة التخطيط والاقتصاد رئيس مجلس إدارة المؤسسة العليا للمناطق المتخصصة، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة العامة لإنشاء مجمع لإنتاج الحديد والصلب مع شركة دانييلي الإيطالية على مساحة 1,5 مليون متر مربع في مدينة أبوظبي الصناعية بقيمة تصل إلى أكثر من ملياري درهم يمثل نموذجا لهذا التوجه الإيجابي في بنية النهضة بالإمارات·
ومن شأن هذا المجمع أن يضع الإمارات بقوة على خريطة القوى الصناعية في المنطقة خاصة وأنه يأتي في إطار مسعى لإقامة عدة مناطق صناعية باستثمارات ضخمة ستمثل بدروها ركيزة قوية للاقتصاد الوطني ، بما يؤكد أهمية الاستراتيجية الصناعية للدولة التي تهدف إلى مضاعفة الدخل القومي من الموارد غير النفطية·