قيمة الحوار الثقافي
في مقاله المنشور هنا يوم الخميس الماضي تحدث الكاتب السيد يسين عن قيمة وأخلاقيات الحوار الثقافي والحضاري مع الآخر، وضمن تعقيبي عليه أريد أن أقول إن مشكلة التفاهم بين مختلف الشعوب والحضارات أمر لم تعطه الأسرة الدولية القدر الذي يستحقه من الاهتمام حتى الآن، والحقيقة أن ديننا الإسلامي قد حضنا على هذا الحوار والتفاهم بقوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، ولكن المشكلة أن بعض المتطرفين من عندنا ومن عند الغرب أيضا هم من يقف عائقا دون هذا التعارف والتآخي في الإنسانية· ولذلك لابد لقوى الاعتدال والخير على كلا الطرفين أن تبذل أقصى ما تستطيع لكي تعمل على التقارب بين مختلف شعوب المعمورة، وذلك لا يتم إلا بأن يطلع كل منا على ثقافة الآخر لا أن يفرض عليه أن يتبنى ثقافته هو تحديداً· وإذا تأملنا الغرب نجد أن قطاعات واسعة داخله، ومن ضمنها بعض المثقفين للأسف يسعون لفرض ثقافتهم على الآخر فيما يسمى بالمركزية الغربية· وكمثال ذهني على هذه المركزية تسمية الغربيين للعالم بحسب موقعه منهم، فما هو بعيد منهم يسمونه الشرق الأقصى، وما هو دون ذلك يسمونه الشرق الأوسط، أو الأدنى، وهكذا· والسؤال هنا واضح: شرق أوسط مثلا بالنسبة لمن؟ هل من يعيش في لبنان يعتبر لبنان بالنسبة له شرقاً أوسط؟ المشكلة الكبيرة هنا أن الغربيين لا يستطيعون التخلص بسهولة من هذه المركزية الذهنية· وبدون تخلصهم منها ومن أمثالها سيبقون يكررون تصورات خاطئة عن الآخر، لأنهم يريدونه صورة طبق الأصل عنهم، وهذا متعذر بطبيعة الحال إن لم يكن مستحيلاً·
عادل محمود- الشارقة