يدخل الملف النووي الإيراني هذه الأيام فترة صراع محموم مع المجتمع الدولي، خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الأوروبية، التي تسعى جاهدة إلى منع إيران من السير قدماً في برنامجها النووي· هذا الملف الخطير الذي تلعب به إيران اليوم مع دول العالم، سيثير مشكلات خطيرة، خاصة إذا استمر الوضع كما هو عليه من تعنت وتصلب من الجانب الإيراني، وإصرار أميركا وحلفائها من الدول الأوروبية على ضرورة انصياع طهران للنداءات الدولية· كل ذلك من شأنه أن يدخل العالم برمته في نفق مظلم إذا ما أقدمت هذه التكتلات الغربية بزعامة أميركا، ودخلت في صراع من نوع آخر مع إيران، فهـــــذا من شأنـــــه أن يدخل منطلقة الخليج العربـــي فــــي دوامــــة الصراع·
حقيقة إن هذا الأمر، يهم أولاً وأخيراً، دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها تقع ضمن نطاق هذا الإطار الذي تلعب من خلاله إيران والدول الأخرى لعبة الكرّ والفر· ولقد كانت هناك نداءات سابقة من المسؤولين بدول المجلس قبيل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في أبوظبي بضرورة انصياع إيران للرأي العام الدولي، ولما هو مطلوب منها· والشيء الآخر الملفت للنظر هنا هو هذا الصمت والسكوت العربي عما يجري في هذا الشأن، وكأن هذا هو حال الدول العربية دائماً عند التعامل مع هذه الأحداث، فحتى الآن لم نرَ تحركا جاداً من جانب الدول العربية· وفي الحقيقة لا ندري لماذا دائماً تأتي الردود والمواقف العربية متأخرة؟
العالـــــم بأسره يعيش فــــي حالة من الترقــــب والتوتر إزاء الموقــــف الإيراني، لأن الموضــــــوع في غاية الأهميـــة، ولابد من الوقوف عنده، وبالذات من جانب دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها هـــــي التي ستكــــون فـــي بؤرة ومركــــز الخطر، لمجاورتهـــــا إيران· ويكفــــي ما شهدته هـــــذه المنطقة من حروب ثــــلاث سابقــــة· ولنا في العـــــراق شاهــــد ودليل ودرس واضــــح للعيان على مثل هــــذه التداعيات الخطيرة·
حمدان محمد- كلباء