انقطعت أخبار شــــارون هذه الأيــــام ولم يعد واضحا ما إذا كان حيا أم ميتا، والغريب أن الإعـــلام الإسرائيلــــي نفســــه أصبح لا يقيم وزنا كبيرا لآخر مستجدات ملـــف شارون الصحــــي، ولعل ذلـــك بسبب ملل الإسرائيليين من كثرة تكرار عبارة أن صحة البيلدوزر ''مستقـــرة ولكنها مـــا زالت في حال الخطر''، وهي عبارة متناقضـــة درج مسؤولو مستشفــــى هداسا بالقدس المحتلة على تكرارها للتغطية على فشلهم في إنقاذ حياة شارون بعدمـــــا أصبح موته مسألـــــة وقـــــت· والحقيقة أن شارون، هذا الرجل البولندي أو البيلاروسي الأصـــــل، ترك وراءه تمزقا شديدا في الأحزاب الإسرائيلية، وشاء ألا يغــــادر قبل أن يمزق حزب الليكود، وينشــــئ حزبا آخر أخذ ''شرعيته'' من شارون نفســـه، وبموته ينتظـــر أن يمــــوت الحزب معه، ليصدق عليه التعبير الطبي ''ولد- ميتا''· أما إيهـــود أولمرت الذي خلف شــــــارون فيبدو أنه متطرف هو الآخر، وقد بدأ يلوح بالعصـــــا الغليظة ويتدخل بتصريحاته في شؤون الانتخابات الفلسطينية، وأيضا يسعى لاستقطاب بعض غلاة المتطرفين مثل شاؤول موفاز وغيره من المتطرفين الإسرائيليين·
وعلى كل حال فإن موت شارون أصبح مسألة وقت، مهما حاول الإعلام الإسرائيلي التعمية على ذلك من خلال عدم الحديث عنه، وهو ما يعني أن الحياة السياسية الإسرائيلية موعودة بهزات كبيرة في المستقبل القريب·
عادل محمود- الشارقة