في القمة الأفريقية التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم مؤخرا، تعرض البلد المضيف لإهانة لم يُعرف مثيل لها في تاريخ المنتظم الأفريقي، ويأتي ذلك التطور في وقت تزداد العزلة حول بلد عربي آخر هو سوريا، كما تعرض بلد عربي ثالث، هو ليبيا، لعملية تقليم أظافر ليست أقل ألما، أما إيران التي ظلت إلى الآن قريبة من ذلك ''المثلث العربي''، فهي بدورها تتخبط في مأزق يطوق عنقها بالخطر، وقبل ذلك تآزر العالم لإزاحة صدام حسين الذي تم اعتقاله ذليلا وقدم للمحاكمة مع زمرة من رموز نظامه المنهار··· وهكذا نرى أن الدول التي اختارت أنظمتها السير في طريق المغامرة السياسية متخذة لنفسها شعارات هوجاء، وعلى أنغام دقات طبول الحرب، وفي ركاب أيديولوجيات تعبوية توسعية··· هي الدول التي تعين على شعوبها أن تسدد فاتورة غالية من عيشها ومستقبلها!
قد يكون الاستنجاد بنظرية المؤامرة، في هذه الحالة، ممكنا، لكنه لن يسعف شعبا في التخلص من آثار الحماقات السياسية وتداعياتها، وربما لا يزال ''الغرب كخصم تاريخي'' يصلح بوصفه مشجبا لتعليق الأخطاء وأسباب العجز الذي صنعناه، لكن ذلك لن يجعله أكثر رأفة ببلدان من أبنائها ذاتهم!
فهل الحل إذن في مزيد من المكابرة وامتطاء الكبرياء الزائفة، أم هو في التواضع وقبول الأمر الواقع ومسايرة العالم وما يشهده من تحول واسع نحو الواقعية والانفتاح والتكامل؟
كابر ولد أحمد- موريتانيا