النفط وراء الدعم الصينـي لإيـران···
واللغات الأجنبية سلاح في الحرب على الإرهاب
ما هي دوافع الصين لمساندة إيران في أزمتها النووية؟ وبعد هزيمته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ماذا عن إنجازات رئيس الوزراء الكندي بول مارتن؟ وكيف يمكن إحراز نجاح في المحادثات السداسية الخاصة ببرنامج كوريا الشمالية النووي؟ وهل هناك دور للغات الأجنبية في مكافحة الإرهاب؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية·
الصين وإيران النووية : تحت عنوان ''ما الذي ستقوم به الصين؟'' نشرت ''إنترناشيونال هيرالد تريبيون'' يوم الثلاثاء الماضي مقالاً لـ''أيان بريمر''، تطرق خلاله لموقف بكين من أزمة طهران النووية· الكاتب، وهو رئيس ''مجموعة أوراسيا'' الاستشارية، ومقرها نيويورك، أشار إلى أن ثمة أسباباً منطقية دفعت الصين نحو التعهد قبل أسابيع بأنها ستستخدم حق النقض ''الفيتو'' في مجلس الأمن الدولي إذا تمت إحالة الملف النووي الإيراني إلى المجلس من أجل فرض عقوبات على إيران، ففي عام 2004 وافقت طهران من حيث المبدأ، على تزويد بكين خلال الثلاثين عاماً المقبلة، بـ250 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، في صفقة قدرها 70 مليار دولار· وبالإضافة إلى ذلك فإن 14% من احتياجات الصين النفطية تأتي من إيران، كما أن شركة ''سينوبك'' الصينية العاملة في مجال الطاقة تأمل في تطوير حقول ''يادافارن'' النفطية الإيرانية· الكاتب يرى أن الأمن القومي الصيني يعتمد على النمو الاقتصادي، وهذا الأخير يعتمد على الوصول إلى الموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز الطبيعي، وهذا المنطق يفسر لنا لماذا وقفت الصين حجر عثرة أمام جهود الأمم المتحدة الرامية لفرض عقوبات على السودان، حيث الاستكشافات النفطية -وذلك رغم الانتهاكات التي ترتكبها الخرطوم في مجال حقوق الإنسان· إيران ترغب في إبرام صفقات تجارية مع الصين لأن الأخيرة لا تفرض شروطاً سياسية على هذه الصفقات، كما أن بكين لديها الرغبة في توفير نوع من الغطاء السياسي لشركاتها التجارية، على اعتبار أن هذا الغطاء جزء من العلاقات التجارية·
إنجازات مارتن : بهذه العبارة عنونت ''تورنتو ستار'' الكندية افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي لتثني على موقف رئيس الوزراء الكندي ''بول مارتن'' الذي خسر في انتخابات يوم الاثنين الماضي لصالح حزب ''المحافظين'' بزعامة ''ستيفن هاربر''؛ فـ''مارتن'' تقبل هزيمة حزبه في الانتخابات، وقرر الاستقالة من رئاسة الحزب ''الليبرالي''، وهي خطوة ترى فيها الصحيفة أن ''مارتن'' غلب مصالح حزبه على مصالحه الشخصية· ويبدو أن الرجل يدرك مدى أهمية اختيار زعامة جديدة للحزب قادرة على توحيد أطيافه المتنازعة· وعلى رغم الفترة القصيرة التي قضاها ''مارتن'' في السلطة رئيساً لوزراء كندا (من ديسمبر 2003 إلى يناير 2006)، فإنه حقق إنجازات مهمة منها: أنه سعى إلى تحديث نظام الرعاية الصحية في كندا، من خلال مشروع ضخم وصل حجم تمويله إلى 41 مليار دولار، ضمن اتفاق مدته عشر سنوات مع رؤساء الأقاليم الكندية، كما كانت لدى ''مارتن'' أجندة اجتماعية، تمثلت في ''البرنامج القومي لرعاية الطفل''· غير أن أهم إنجاز سياسي حققه ''مارتن''، هو نجاحه، عندما كان وزيراً للمالية، في تحويل العجز المالي الضخم الذي عانت منه الحكومة الكندية إلى فائض كبير· وعلى الرغم من أن كندا لم ترَ حتى الآن نتائج إيجابية في مسألة الحد من الاحتباس الحراري، فإن ''مارتن'' تعهد بأن بلاده ستقوم بالدور الذي يتعين عليها تفعيله عبر الالتزام ببروتوكول ''كيوتو''·
العودة إلى المحادثات النووية : هكذا عنونت ''كوريا هيرالد'' الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أنه في ظل أخبار إيجابية صادرة عن واشنطن وبيونج يانج، فإن المحادثات السداسية الخاصة بأزمة برنامج كوريا الشمالية النووي، ربما تزيل الغبار من على اتفاق سبتمبر 2005 من خلال استئناف المحادثات والتطرق إلى تطبيق هذا الاتفاق الذي يقضي بتنازل بيونج يانج عن سلاحها النووي مقابل ضمانات أمنية ومساعدات اقتصادية· وثمة ما يبعث على الأمل، لا سيما وأن الرئيس الصيني هوجنتاو الذي التقى نظيره الكوري الشمالي قبل بضعة أيام أكد على مواصلة المفاوضات السلمية الخاصة بأزمة برنامج بيونج يانج النووي· غير أن العقبة الرئيسية أمام المحادثات السداسية، التي تضم الكوريتين وأميركا وروسيا واليابان والصين، تكمن في العقوبات المالية التي تفرضها واشنطن على بيونج يانج، بتهمة تزييف كوريا الشمالية لدولارات أميركية خاصة الأوراق فئة 100 دولار وإعادة تدويرها بشكل مكثف· لكن الولايات المتحدة لا تستجيب لطلب كوريا الشمالية رفع العقوبات المالية عليها، ويتمحور موقف واشنطن حول عدم الربط بين العقوبات المالية واستئناف المحادثات التي تسعى أميركا لتفعيلها في أقرب وقت ودون أية شروط مسبقة· الصحيفة ترى أن ثمة ترابطاً بين هذه العقوبات ومصير المحادثات السداسية، لاسيما وأن كوريا الشمالية تنظر إلى العقوبات