Foreign Affairs:
حقوق المرأة في العراق الجديد
قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن ''مجلس العلاقات الخارجية'' الأميركي· وتحت عنوان ''النساء والإسلام والعراق الجديد''، كتبت ''إيزابيل كولمان'' مقالاً أشارت خلاله إلى أن الدستور العراقي الجديد أقر الإسلام مصدراً للقانون في البلاد· غير أن هذا الأمر لا يجب أن يمثل مصدر قلق وتوجس بالنسبة للنساء العراقيات نظراً لما تتميز به الشريعة من قابلية للتأويل، وبالتالي إمكانية استنباط أحكام عادلة ومنصفة· وإذا كانت واشنطن ما تزال تطمح إلى رؤية نظام ليبرالي في العراق، فعليها أن تعمل مع الفقهاء المسلمين التقدميين من أجل النهوض بحقوق النساء عبر القنوات الدينية· وتختم ''إيزابيل كولمان''، العضو بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ومديرة برنامج المرأة والسياسة الخارجية الأميركية، مقالها بدعوة الإدارة الأميركية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات، تراها الكاتبة ضرورية، من أجل تمكين المرأة والنهوض بدورها في عراق ما بعد صدام حسين· وفي هذا السياق، تدعو ''كولمان'' واشنطن إلى دعم القيادات النسوية في بلاد الرافدين، ودعم برامج خاصة بالمرأة في الجامعات العراقية وتمويلها على غرار برنامج التعليم القانوني بجامعة بغداد الذي تموله الحكومة الأميركية، والذي ترغب الكاتبة في تعميمه على بقية الجامعات العراقية· كما دعت واشنطن إلى تخصيص بعض من مبالغ إعادة الإعمار لتشجيع العراقيات المقاولات في إطار ما سمته بـ''التمكين الاقتصادي'' والذي تعتبره الطريقة المثلى للرقي بوضع المرأة العراقية·
وتحت عنوان ''إنقاذ مفهوم التنمية المستدامة''، استنتج ''ديفيد جي· فيكتور'' أن هذا المفهوم تم استخدامه أكاديمياً للمرة الأولى قبل عشرين عاماً، والفضل في ذلك يعود إلى تقرير أصدرته ''اللجنة العالمية للبيئة والتنمية''، يحمل عنوان ''مستقبلنا المشترك'' الذي أكد على أن تعزيز النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية وضمان العدالة الاجتماعية أمور لا تتعارض ولا تتقاطع بل تكمل بعضها بعضا؛ ذلك لأن حماية البيئة تضمن للاقتصاد الموارد الطبيعية اللازمة لنموه، والاقتصاد المنتعش يمكن المجتمعات من الاستثمار في حماية البيئة وتفادي عدم العدالة المتمثلة في الفقر المدقع· الكاتب، وهو مدير برنامج الطاقة والتنمية المستدامة في جامعة ''ستانفورد'' الأميركية وزميل رئيسي في مجلس العلاقات الخارجية، استنتج أن هذا المفهوم فقد أهميته خلال السنوات الماضية كونه أصبح ضحية لجماعات المصالح التي تسعى كل واحدة منها إلى ربط المفهوم بغايات خاصة بها، غير أنه من الممكن أن يسترد هذا المفهوم أهميته في حال تم التركيز على الغرض الأساسي منه، والمتمثل في مساعدة الفقراء على العيش في ظروف أفضل وبشروطهم الخاصة·
وعن البنك الدولي، جاء مقال ''جيسيكا إينهورن''، ليلفت الانتباه إلى أن بنية البنك الدولي المالية باتت تشكل تهديداً للدور الذي يفترض في البنك القيام به· ''جيسيكا''، التي شغلت منصب المديرة التنفيذية في البنك، وتعمل حالياً عميدة لكلية الدراسات الدولية بجامعة ''جون هوبكنز'' الأميركية، ترى أن البنك منذ إنشائه، قبل أكثر من ستين سنة، بهدف تشجيع الاقتصاد الدولي والنهوض به في إطار الليبرالية والانفتاح، وكان من أهم إنجازاته مد يد العون للدول ومساعدتها على التنمية بتفعيل استراتيجيات الاقتصاد الحر· لكن ذلك أوجد لهذه المؤسسة الدولية خصوماً ممن يعارضون نظام تحرير التجارة·
المستقبل العربي : الحرب والسلام
في العدد الأخير من دورية ''المستقبل العربي''، يتساءل الدكتور سليم الحص: ''أي سلام···؟''، مؤكدا على الفروق الشاسعة بين السلام والهدنة، وبين السلام والمعاهدات التي تضع حدا لمسلسل الحروب· ويعقد الكاتب مقارنة بالإشارة إلى أن الجوع لدى البشر لا ينتهي بوجبة عشاء، كما أن الحروب لا تنتهي بمعاهدة توقف القتال، بل إن السلام الحقيقي لابد أن ''يقترن برضا الشعوب واقتناعها واطمئنانها''، أي بالعمل على توطيد ''مقومات السلام المستتب بين الأمم''· ويستدل الكاتب بآخر حروب العصر، وهي الحرب على الإرهاب، موضحا أنه إذا كان الإرهاب آفة فظيعة يجب استئصالها، فالمشكلة هي أن الحرب على الإرهاب ''استعرت من دون أن يكون هناك توافق على تعريف واحد لهذه الآفة···''! ومن هنا لا يتوقع الكاتب للحرب على الإرهاب أن تنتهي بمعاهدة سلام، بل بزوال ''مسبباته من حيف وظلم''، أي بنشر القيم الحضارية الإنسانية في كل مكان من العالم· أما الصراع العربي- الإسرائيلي فهو أيضا يمثل ''حربا سجالا لا تنتهي''، إذ أن الأقوى لم ينتصر ولن ينتصر، والأضعف لم يهزم ولن ينهزم، ومن ثم فلن تكون هناك نهاية لهذا الصراع إلا بعودة الحق إلى نصابه·
وتحت عنوان ''الأمن العالمي في عام 2005 ودروس العراق''، تتعرض الدبلوماسية الإيطالية أليسون بايلز إلى محطات عدة تبدأ بسقوط بغداد، حيث أذهل المراقبين مشهد القوة الأميركية··· لكن الم