الانتخابات الفلسطينية الأخيرة تؤكد على أن الشعوب قادرة على قول كلمتها رغم الضغوط الدولية والشروط المسبقة على أي عملية تحول سياسي في منطقة الشرق الأوسط· الضغوط الخارجية عامل سلبي وإيجابي في آن معاً، فهي إيجابية عندما تكون أداة لرصد أية تجاوزات حقيقية تحدث في بلد ما، وسلبية عندما يدس الغرب أنفه -من خلالها- في تفاصيل الإصلاح السياسي ويضع ''فيتو'' على أي خطوة تتم هنا أو هناك· الشعوب دائماً هي الأقوى، وقراراتها هي التي تحسم الأمور، ومن ثم يجب على الولايات المتحدة والغرب عموماً احترام قرارات الشارع، والأخذ في الاعتبار اتجاهات الرأي العام الحقيقية في كثير من بلدان الشرق الأوسط، حتى لا يفاجأ الغرب يوماً بأن حكومات شرق أوسطية ظهرت دون سابق إنذار، حكومات ربما تكون ذات اتجاهات مرفوضة غربياً أو بالأحرى أميركياً· وإذا كان الغرب يشجع الديمقراطية، فلا داعي إذن للخوف من نتائج هذه الديمقراطية، وإلا فإن الغرب يمارس ديكتاتورية من نوع جديد هي ''ديكتاتورية الشروط المسبقة''·
عادل عزيز- دبي