حماس بين الحكم و''الإرهاب''··· وغياب الصراحة في العلاقات الأميركية-الباكستانية
أصداء فوز ''حماس'' في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وغياب الصراحة في العلاقات الباكستانية- الأميركية، والقضايا التي سيركز بوش عليها في خطاب ''حالة الاتحاد''، وردود فعل واشنطن على صعود ''المحافظين'' في كندا··· قضايا نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية·
أصداء فوز ''حماس'': في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي التي خصصتها للتعليق على فوز ''حماس'' في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، استنتجت ''كريستيان ساينس مونيتور'' أن حماية حق الفلسطينيين في انتخابات حرة وعادلة، كتلك التي سمحت لحركة ''حماس'' بالسيطرة على البرلمان الفلسطيني، يجب أن تكون الآن هدفاً محورياً للأميركيين والإسرائيليين على حد سواء، ذلك لأنه إذا كان الفلسطينيون قد صوتوا الآن لصالح ''حماس''، فيجب أن يكونوا قادرين على التصويت ضدها في وقت لاحق· وحسب الصحيفة، فإن انتصار ''حماس'' شكل متغيراً فلسطينياً جديداً في عملية السلام، لأنه من غير المؤكد ما إذا كانت إسرائيل ستتفاوض مع حكومة فلسطينية تترأسها ''حماس''، لكن رغم الخط الرسمي للحركة المتمثل في رفض وجود إسرائيل، فإن ''حماس'' لا تستطيع تجاهل استطلاعات الرأي التي تقول إن معظم الفلسطينيين يؤيدون حل الدولتين· الصحيفة أشارت إلى أنه من الضروري أن ينتبه العالم إلى أية تحركات تقدم عليها ''حماس'' من أجل السيطرة على آليات الانتخابات بصورة تمنع الإطاحة بالحركة· وتحت عنوان ''انتكاسة كبيرة في الشرق الأوسط''، استنتجت ''النيويورك تايمز'' في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، أن نجاح ''حماس'' في هذه الانتخابات يعود إلى عجز وفساد حركة ''فتح'' التي يترأسها ''أبومازن''، ويعود هذا النجاح أيضاً إلى المتشددين الإسرائيليين؛ فشارون لن يقدم شيئاً لمحمود عباس يمكن لهذا الأخير أن يعتبره إنجازاً، بل فضل رئيس الوزراء الإسرائيلي اتخاذ خطوات أحادية، أو بالأحرى تطبيق سياسة الانفصال الأحادي عن الفلسطينيين، وهي سياسة ستحظى بمزيد من التأييد داخل إسرائيل، لا سيما بعد أن اختار الفلسطينيون ''حماس''· الصحيفة ترى أن على الحركة الاختيار بين الحكم والإرهاب، فهل ستكون الحركة أكثر اهتماماً بتوفير المياه والكهرباء والخدمات التعليمية للفلسطينيين، وبالسعي إلى تكوين دولة للفلسطينيين أم ستكون أكثر اهتماماً بالاستمرار في حملتها الرامية إلى تدمير إسرائيل؟ أما ''لوس أنجلوس تايمز''، فركزت في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي على أجواء عدم التأكد التي تسود السلام في الشرق الأوسط، لأن نجاح ''حماس'' سيعقد الموقف، ومن ثم سيكون من الصعب على الفلسطينيين تحقيق حلم الدولة في القريب العاجل·
باكستان والصراحة الغائبة: تحت عنوان ''الصراحة المطلوبة في باكستان''، نشرت ''النيويورك تايمز'' يوم السبت الماضي افتتاحية، أشارت خلالها إلى أن شوكت عزيز رئيس الوزراء الباكستاني الذي زار في الأيام الماضية البيت الأبيض ادعى أن الباكستانيين يثمنون علاقاتهم العسكرية الحميمة مع الولايات المتحدة، وجاء رد الرئيس بوش بأن الغارات الجوية التي شنتها القوات الأميركية، مطلع الشهر الجاري، على منطقة القبائل الباكستانية وقتلت 18 مدنياً باكستانياً، لا تأتي في صدارة العلاقات بين البلدين· وحسب الصحيفة، صحيح أن الغارات استهدفت قيادات في تنظيم ''القاعدة''، لكنها أودت بحياة أبرياء، لذا يستحق الباكستانيون توضيحاً لسبب هذه الغارات· وبما أنهم لم يسمعوا توضيحاً من حكومتهم، فإن على الرئيس الأميركي القيام بهذه المهمة· الصحيفة ترى أن واشنطن في حاجة إلى علاقات قوية وصحيحة مع إسلام أباد، خاصة إذا كانت للولايات المتحدة فرصة للتخلص من قادة تنظيم ''القاعدة'' وهزيمة فلول ''طالبان''، والحد من انتشار الأسلحة النووية، لكن هذه العلاقات لا يمكن بناؤها من خلال ''الفوازير السياسية''، وهي الوصف الوحيد الذي يمكن إطلاقه على زيارة شوكت عزيز الأخيرة إلى واشنطن؛ فمن المحرج جداً أن يحمل ''عزيز'' رسالة إلى واشنطن مفادها أن الباكستانيين يثمنون علاقاتهم بأميركا، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه العلاقات لا تحظى بتأييد الشارع الباكستاني، لذا يتعين على إدارة بوش الاهتمام بمخاوف الشعب الباكستاني، وفي هذه الحالة سيكون الحديث بصراحة عن الغارات الجوية الأميركية نقطة انطلاق جيدة·
خطاب ''حالة الاتحاد'': في مقاله المنشور يوم السبت الماضي بـ''بوسطن غلوب''، والمعنون بـ''تلفيق حالة الاتحاد''، سلط ''روبرت كتنر'' الضوء على القضايا التي يتعين على الرئيس بوش معالجتها في خطاب ''حالة الاتحاد'' الذي سيدلي به يوم غد الثلاثاء· ''كتنر'' طرح تساؤلاً مؤداه: كيف سيدلي الرئيس بخطاب جديد في وقت لا تزال سياسته الخارجية تعاني من مشكلات عدة أهمها المستنقع العراقي، إضافة إلى أن آخر استطلاعات الرأي التي أجراها معهد ''غالوب'' تشير إلى أن ثلثي الأميركيين يرون أن بلادهم الآن باتت أسو