المشكلة في فتح
في مقاله المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم السبت الماضي، تطرق الكاتب بشارة دوماني إلى موضوع فوز حماس الكاسح في الانتخابات التشريعية الأخيرة وحصولها على أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني، ما يؤهلها لتشكيل حكومة أغلبية تقود بها دفة الحكم في الأراضي الفلسطينية· وتطرق بوجه خاص إلى بعض الأسباب التي أدت إلى ما يسميه بالتغير الجذري في الحياة السياسية الفلسطينية بعد صعود ''حماس'' وأفول حركة ''فتح''· وفضلا عن التناقضات الداخلية التي تعرفها حركة ''فتح'' والتي أدت إلى تشتت المرشحين وانقسامهم إلى قائمتين، ثم الفساد المستشري في دواليبها، يلفت الكاتب النظر إلى عامل مهم في تنامي شعبية ''حماس'' طيلة الفترة السابقة، مشيرا إلى وقوف الحركة مع أبناء الشعب الفلسطيني في أحلك الفترات التي أعقبت التوقيع على اتفاق ''أوسلو'' عندما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته وتردت الخدمات الأساسية إلى الحضيض· في تلك الأوقات لم يجد الشعب الفلسطيني سوى حركة ''حماس'' بشبكتها الاجتماعية الواسعة وخطابها الرافض لتقديم التنازلات إلى إسرائيل· وبقدر ما امتزج قادة ''حماس'' بأفراد الشعب وعانوا من الاغتيالات الموجهة التي انتهجتها إسرائيل ضدهم، بقدر ما أكبرهم الشعب الفلسطيني الذي رأى فيهم أناسا مخلصين للقضية لا يترددون في التضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الأرض· وفي الوقت الذي كانت فيه السلطة الفلسطينية ترد على اعتداءات الكيان الصهيوني على المواطنين الفلسطينين بالشجب والاستنكار، كانت الحركة ترسل أغلى الشباب الفلسطيني للرد على البطش الإسرائيلي وتأكيد الصمود في وجه المحتل الغاشم·
ليس غريباً أن يصوت الشارع الفلسطيني في غالبيته لصالح ''حماس''، وليس غريبا أيضا أن يمل من سلوك طريق المفاوضات الطويل والشاق الذي لم يؤد سوى إلى مزيد من التنازلات· وإذا كان الغرب عموما وأميركا خصوصا تعبر عن عدم رضاها بالنتائج فإن الأحرى بها أن تعبر عن استيائها من السياسات الإسرائيلية وتدفع في اتجاه الشرعية الدولية وتطبيق القرارات الأممية التي تقضي بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية·
عاطف شكري- دبي