في الوقت الذي يمارس فيه الإعلام الغربي شتى أنواع وأصناف الحرب الإعلامية ضد المسلمين ودينهم، وضد شخص الرسول الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في كل ساعة وحين، للأسف، نجد أن معظم وسائل الإعلام العربية ما تزال منهمكة في مواضيع جانبية تماماً لا تخدم قضايا الإسلام والمسلمين في شيء، رغم وجود قضايا إسلامية كبرى كان يجب على الإعلام العربي والإسلامي التصدي لها وبكل قوة من خلال كل القنوات الإعلامية، خاصة الفضائيات العربية، للوقوف بكل حزم أمام هذه التفاهات التي يمارسها الإعلام الغربي كل يوم·
إن ما يدعونا إلى هذا القول هو إثارة الإعلام الغربي قبل فترة تطاولات إعلامية في بعض الصحف الغربية وما قامت به تلك الصحف من نشرها صورا كاريكاتورية تسيء لشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهذه الأعمال والتصرفات غير الأخلاقية التي يأتي بها الإعلام الغربي كل يوم، تعد في الواقع حرباً ثقافية معلنة ضد المسلمين· كان على الإعلام العربي ممثلاً في كل أشكاله وأنواعه أن يرد على كل ما نشر من إساءة بليغة في شخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الذي نشرته تلك الصحف هو ليس بالأمر الهين· وللأسف لم يمارس الإعلام العربي والإسلامي دوره المنشود إلا ما ندر·
مطلوب من الإعلام العربي والإسلامـي أن يقدم اليوم للعالم الغربي تلك الصورة الحقيقية التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وذلك لا يتم إلا عن طريق التحاور والجلوس مع المفكرن الغربيين على الطاولة الثقافية وتقديم الإسلام في صورته الحقيقية، ومسح كل ذلك اللغط والصورة المشوهة التي ما تزال ترتسم في أذهانهم عن الإسلام ونبي الإسلام، فهناك فعلاً أعداد كبيرة من المفكرين الغربيين أصحاب واقعية في فهم معاني الإسلام ومنهجه، وقد كتبوا عن الإسلام وحقيقة الإسلام، وكتبوا في الوقت نفسه عن شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، لدرجة أن كثيراً منهم أشهر إسلامه بعد القراءة الحقيقية للإسلام· إن الحوار الديني الثقافي مع الرموز الدينية بتلك الدول الغربية هو السبيل الكبير والمناسب لمسح هذا الغبار العالق على عقولهم لتبيان مفهوم الإسلام الصحيح الرافض لمبدأ العنف والتعصف الديني والإرهاب الفكري، وهذا من شأنه بطبيعة الحال إيجاد قنوات تفاهم فيما بيننا وبينهم تساعد في حل هذه الإشكالية القائمة حالياً، المتمثلة في التطرف الفكري الديني الذي تمارسه بعض من الجماعات الغربية المتعصبة ضد الإسلام والمسلمين·
حمدان محمد - كلباء