إيران أمام مفترق طرق
في مقالهما المنشور على صفحات ''وجهات نظر'' يوم الثلاثاء تطرق الكاتبان ماك فاول وعباس ميلاني إلى الخطر الذي يطرحه البرنامج النووي الإيراني على الأمن والسلم العالميين، خصوصاً في ظل التصعيد الأخير والإشارات القادمة من طهران التي توحي برفضها للمقترح الروسي القاضي بالمساعدة في تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية· الكاتبان يدعوان إلى تبني موقف حازم إزاء التعنت الإيراني واستخفافها بالإرادة الدولية التي لا تريد أقل من تحجيم البرنامج النووي الإيراني· وبالرغم من الجهود التي تبذلها إيران حاليا لتفادي إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن في الاجتماع الطارئ لوكالة الطاقة النووية خلال اليومين المقبلين، فإن الضغوط تتزايد باستمرار لتفويت الفرصة على إيران وجعلها تواجه الأمر الواقع· وإذا ما أحيل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن فإنه من المتوقع أن تتعرض إيران لعقوبات دولية ستؤدي إلى عزلة النظام وتفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور· وفي هذا الإطار يدعو الكاتبان أيضا إلى ضرورة استغلال التناقضات الكامنة في عمق النظام الإيراني نفسه وتوظيف الصراع الخفي القائم بين جناح المتشددين الذي يمثله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وجناح المعتدلين الذي يقف في صفه الرئيس الأسبق رفسنجاني·
يشدد الكاتبان على ضرورة التعامل بحزم مع إيران لأن أي تراخٍ في التعاطي مع الموضوع يمكن أن يشجع إيران على المضي قدما في برنامجها النووي، خصوصا وأنها ستؤول التراخي الدولي اتجاهها على أنه ضعف أميركي بسبب المستنقع العراقي من جهة، وبسبب الخوف على الموارد النفطية من جهة أخرى· لكنه في الأخير لا مناص من رصد الصفوف وحشد التأييد الأوروبي من أجل مواجهة إيران وإرغامها على القبول بالمقترحات الدولية من خلال العمل على بناء الثقة المتبادلة بين طهران وواشنطن وتعهد هذه الأخيرة بعدم مهاجمة إيران أو تهديد استقرارها·
عزيز شاكر- الشارقة