بعد فوز حركة ''حماس'' أصبح سؤال اللحظة بالنسبة للإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي هو: هل يقبلون بما انتهت إليه العملية الديمقراطية، وهم دعاة التحول الديمقراطي في المنطقة، أم يتنكرون للعملية في مجملها ولتذهب الديمقراطية إلى الجحيم؟ وحسب رأيي الخاص أن الدول الأوروبية وإدارة بوش، وقبل هذين إسرائيل، هم المسؤولون عن تآكل شعبية حركة ''فتح'' والحكومة الفلسطينية منتهية الولاية المنبثقة عنها، وبالتالي هم الذين هزموها عملياً· فقد ورطوا هذه الحركة تحت وعود خلبية براقة في اتفاقات أوسلو، وحين تنكر لها الإسرائيليون تنكر لها الجميع، فبدت ''فتح'' أمام الناخب الفلسطيني لا حول لها ولا قوة وكأنه قد ''انضحك'' عليها في أوسلو· ثم إن تفكيك مؤسسات السلطة بشكل منهجي منظم من قبل الجيش الإسرائيلي أفقدها إمكانية إقناع الناخبين بضرورة مساندة مشروعها السياسي في مجمله· وهنا لم يكن أمام الفلسطينيين سوى تجريب الخيار الآخر وهو حركة ''حماس''، ولكن المشكلة ما زالت مطروحة وهي هل سيفعلون نفس الشيء مع ''حماس'' أم أن الحركة ستتعامل معهم بطريقة أذكى؟ هذا هو السؤال الآن·
توفيق أبو لبيدة- غزة