تراث: إبداعات ومولِدٌ مختلف


صدر عدد هذا الشهر من مجلة "تراث" التي تصدر عن نادي تراث الإمارات حافلاً بالموضوعات الفكرية والإبداعية والتراثية المختلفة. وفي كلمة المفتتح "أول القرطاس" يثير رئيس التحرير عادل محمد الراشد موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مبرزاً بشكل خاص ما يثيره البعض حول دواعي الاحتفال بالمولد مؤكداً أن المهم ليس أسباب التجاذب الفقهي في حد ذاته وإنما المهم بالنسبة للمجلة أساساً هو "الجوانب التراثية والثقافية وأنماط تفكير وسلوك الشعوب العربية والإسلامية على مر العصور". على أن الاحتفال بالمولد النبوي يأتي هذه السنة في سياق مختلف خاصة بعد ما أثارته الرسوم المسيئة من دواعي غضب في صفوف المسلمين. وفي باب "متابعات" تبرز مجلة "تراث" إشادة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس نادي تراث الإمارات بالجهود المبذولة لدعم الأنشطة التراثية وإحياء التراث في الدولة. كما نطالع في العدد مقالات مميزة منها مقال د. إدهام محمد حنش: "صورة الرسول صلى الله عليه وسلم... كما وصفها علي بن أبي طالب"، و"تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب والأندلس"، للأستاذ الدكتور مزاحم علاوي الشاهري. وفي "دراسات وبحوث"، نطالع "القرصنة في الخليج العربي... أكذوبة أطلقتها بريطانيا وروجتها" لخليفة سيف الطنيجي، وفي "فيض المشاعر" نقرأ قصيدة "ذكرى" للشاعر أحمد بن سلطان بن سليم، و"من روائع الشعر الفصيح" للأستاذ الدكتور محمد رضوان الداية. هذا إضافة إلى مقالات أخرى وأبواب ثابتة متنوعة.


 


 :The Atlantic Monthly


إيران وحدود الخيارات الأميركية


قضايا سياسية عدة حملها العدد الأخير من دورية The Atlantic Monthly التي تصدر كل شهر عن "ذي أتلانتيك مونثلي جروب" في العاصمة الأميركية واشنطن. وتحت عنوان "قوة نووية إلى جوار العراق"، كتب "جيمس فالون"، وهو محرر رئيسي في هذه الدورية، مقالاً توصل خلاله إلى قناعة مفادها، أن إيران تسعى الآن لحيازة قنبلة نووية، لكن المجتمع الدولي ليست لديه سوى خيارات محدودة لمنع المساعي الإيرانية، وأسوأ هذه الخيارات هو الخيار العسكري. الكاتب أشار إلى أن ثمة إجماعاً على أن ما يبدو للبعض ورقة رابحة تنوي أميركا استخدامها عند الضرورة مع إيران، والمتمثلة في تدمير التجهيزات النووية الإيرانية من خلال ضربة جوية، ما هو إلا محض خيال. ذلك لأن المحللين عندما يصلون إلى سؤال مؤداه ماذا بعد خطوة تدمير المنشآت النووية الإيرانية، يجدون أن المخاطر الناجمة عنها أكثر من المكاسب التي ستعود على أميركا من ورائها. وضمن هذا الإطار ثمة مشكلات رئيسية لابد من التطرق إليها، أولاً: الولايات المتحدة تأخرت كثيراً في الإقدام على هذه الخطوة، لأن قادة إيران تعلموا كثيراً من المشهد الذي تعرض له صدام حسين عام 1981 عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مجمع "أوسراك" النووي، الذي كان يحوي معظم المشاريع النووية العراقية. لكن الإيرانيين نشروا مواقعهم النووية في مناطق متفرقة تزيد على 12 موقعا، لا تعرف الولايات المتحدة بالضبط مواقعها أو عددها. ثانياً: الموقف الأميركي تجاه إيران يعتريه الضعف لاسيما وأن طهران لا تزال تمارس نفوذها على شيعة العراق، وهو ما حذر منه "كينيث بولاك" زميل "مؤسسة بروكنجز"، عندما قال :"إن هذا النفوذ قد يحول العراق إلى جحيم"، وربما تستخدم إيران ثروتها النفطية لزعزعة الاقتصاد الغربي، خاصة وأن الولايات المتحدة أكبر مستورد للنفط في العالم.


ثالثاً: خطة ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ستسفر عن نتائج خطيرة، إذا تم النظر إليها وفق رؤية استراتيجية أوسع، ففي أفضل الأحوال، ستؤدي الخطة إلى تعطيل المشروعات النووية الإيرانية لسنوات قليلة، لكنها ستؤدي إلى دفع الإيرانيين نحو مضاعفة إصرارهم وتصميمهم ع