لفتت الصين خلال السنوات الأخيرة الأنظار إليها من خلال قدرتها العجيبة على القفز من على ظهر الحصان الاقتصادي الخاسر إلى ظهر الحصان الرابح، حين ركزت على اقتصاد السوق والانفتاح على الأسواق الخارجية وهجرت الانغلاق والاقتصاد المركزي العقيم. ومنذ سنوات استمر أداء الاقتصاد الصيني في الصعود محققاً قفزات تنموية هائلة أصبحت بكين معها تشكل منافساً عنيداً لأقوى الاقتصادات العالمية المتقدمة. والسؤال الآن هو: لماذا لا تستلهم الدول العربية النموذج الصيني وتستخلص منه دروس القدرة على الإقلاع من واقع التعثر التنموي إلى آفاق الأداء الاقتصادي الخلاق والمبدع؟ خاصة أن الاقتصاد الصيني يعتبر اقتصاداً فقيراً لندرة موارد الطاقة وللكثافة السكانية الهائلة، في حين أن معظم الدول العربية غنية بالموارد ولا تشكل الكثافة السكانية عائقاً يحول بينها وبين التقدم.
جميل سعيد – لندن