يمر الشعب الفلسطيني الآن بتجربة صعبة، فالديمقراطية التي تم تفعيلها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، جاءت بتطورات لا تنسجم والرؤى الغربية، خاصة الأميركية والأوروبية، ففوز "حماس" كان بداية لمأزق فلسطيني مع المجتمع الدولي، خاصة حول الحصول على المعونات اللازمة لتسيير الحياة اليومية في الأراضي الفلسلطينية. وبغض النظر عما إذا كانت لدى "حماس" رغبة في الخروج من هذا المأزق، فإن الحركة مطالبة بانقاذ الفلسطينيين من محنتهم، وعدم الدخول في حروب كلامية مع واشنطن وبروكسل، وإلا فالأزمة ستكون مرشحة للتفاقم. "حماس" عليها أن تتحمل المسؤولية، كي تربح ثقة من صوتوا لصالحها. والحركة تدرك جيداً أن المجتمع الدولي ينتظر منها موقفاً جديداً تجاه عملية التسوية السلمية، والحركة تدرك أيضاً أنها لن تحصل على معونات خارجية أميركية كانت أو أوروبية دون دفع ثمن سياسي قد يكون باهظاً، فهل "حماس" مؤهلة لانقاذ الشارع الفلسطيني من محنته، إننا أمام سجالات لا تسمن ولا تغني من جوع؟
عادل خلف- الشارقة