مع مرور عشرين عاماً على كارثة تسرب الإشعاعات النووية من مفاعل تشيرنوبل، وهي الذكرى التي حلت يوم أمس الأربعاء، ثمة جملة من التساؤلات الخطيرة التي تتمحور حول الطاقة: هل يمكن الوثوق في الطاقة النووية كمصدر بديل للنفط؟ وما الذي يضمن عدم تكرار كارثة جديدة كتلك التي لا يزال الأوكرانيون والروس وسكان بيلاروسيا يعانون منها؟ وهل نهم الدول المتقدمة على استهلاك الطاقة يدفعها إلى استخدام المفاعلات النووية في التزود بالكهرباء دون الأخذ في الاعتبار سلامة البيئة أو سلامة الأجيال القادمة؟
استخدام الطاقة النووية لا يزال محفوفاً بالمخاطر، ومن ثم تقع المسؤولية على عاتق الأمم المتحدة ومجموعة الثماني لوضع أطر جديدة لتأمين سلامة المنشآت النووية المدنية الخاصة بإنتاج الطاقة، خاصة لدى الدول المتقدمة، ويكفي أن دولة كفرنسا تعتمد اعتماداً كبيراً على الطاقة النووية في تلبية احتياجاتها من الكهرباء، إضافة إلى نقص إمدادات الطاقة في أوروبا الغربية عموماً، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط، مما يدفع هذه الدول للتفكير في استخدام الطاقة النووية. كل هذا يستوجب التأكيد على أهمية معايير السلامة، وأهمية أن تكون الدول الطامحة إلى إنتاج الطاقة النووية مؤهلة تقنياً ولديها كوادر قادرة على منع وقوع كارثة جدية ...أو بالأحرى "تشيرنوبل آخر".
عمر عبدالمنعم- دبي