مزاد تطرف في باريس... وطوق نجاة لـ"حماس"... وعراق بثلاثة رؤوس!


سخونة الأجواء السياسية في باريس استعداداً لرئاسيات 2007، والاقتراح الفرنسي لحل الأزمة المالية الفلسطينية، ومهمة الوزير الأول العراقي الجديد، وتطورات الأزمة النووية الإيرانية، موضوعات أربعة نضعها أدناه تحت دائرة الضوء في جولة سريعة في الصحافة الفرنسية.


صيف ساخن في باريس


 بدأت حرارة الصيف مبكراً على ما يبدو في باريس بفعل التجاذبات السياسية الحاشدة بين مرشحي رئاسيات 2007 المحتملين، فقد تفجرت هذا الأسبوع بعض خبايا قضية "كليرستريم"، المرتبطة بممارسات فساد ذات علاقة ببيع فرقاطات لتايوان، والتي أوردت لوموند بشأنها بعض تفاصيل ما قيل إنه "مؤامرة" من رئيس الحكومة دوفيلبان حين أمر مطلع 2004 الجنرال فيليب راندو بالتحقيق فيما إذا كانت لوزير الداخلية الحالي نيكولا ساركوزي يد في قضية الفساد تلك، وما إذا كان –ضمن آخرين- يمتلك حسابات مصرفية في الخارج. ومع أن دوفيلبان عاد يوم الجمعة الماضي لينفي بشدة، وبتأييد من الرئيس شيراك، أن يكون أثار بأي وجه اسم ساركوزي، إلا أن طفو اسم هذا الأخير في هذه المرحلة من أطوار القضية، وارتباطه ذهنياً بقضية فساد، سيؤثر على حظوظه الانتخابية السنة القادمة. إذن واحدة بواحدة، فوزير الداخلية الذي استفاد مما ألحقته قضية قانون العمل الجديد، بدوفيلبان، تضرر هو الآخر، الآن بعد أن وجهت إليه هذه الضربة، حتى لو كانت تحظرها قواعد اللعبة. هذا في المعسكر الشيراكي، أما في اليمين المتطرف فالصراع ما زال في بدايته حسب رأي ألان ديهامل في صحيفة ليبراسيون الذي خصص مقال رأي لهجاء مظاهر مزاد التطرف والعنصرية الذي لا يقف عند سقف القائم الآن بين زعيمي التطرف جان ماري لوبن وفيليب دو فيلييه، خاصة أن هذا الأخير شغل فرنسا طيلة الأسبوع بكتابه الجديد لذي حمل الكثير من الادعاءات العنصرية ضد المهاجرين، والعرب المسلمين منهم خاصة. ولئن كان دوفيلييه ولوبن يتنافسان الآن على استقطاب ناخبي اليمين المتطرف بإثارة النعرات العنصرية الانعزالية، فإن وجود مثل هذا الانقسام، على كلا طرفي اليمين، ربما يصب في النهاية في مصلحة اليسار الاشتراكي خاصة، هذا بشرط أن يستقر رأي اليسار أصلاً على قضية وبرنامج لسنة 2007، وقبل كل شيء على اسم مرشح مقنع من طابور الأسماء الطويل الآن. وعلى ذكر المهاجرين، استبقت صحيفة لومانيتيه الشيوعية مناقشة قانون جديد يتعلق بهم وبالاندماج مبرزة خطورة هذا القانون وداعية إلى عدم تبنيه في الجمعية الوطنية.


طوق نجاة لـ"حماس"


 مجلة الأكسبريس تناولت اقتراح شيراك بإنشاء صندوق اعتماد بإشراف دولي لتمرير المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، لضمان خروج الفلسطينيين من الضائقة المالية التي وجدوا أنفسهم فيها منذ تولي حركة "حماس" رئاسة الحكومة. وترى المجلة أن هذا الاقتراح، الذي جاء بمناسبة زيارة الرئيس محمود عباس لباريس، يمكن أن يشكل طوق نجاة يسمح بتعويم حكومة "حماس" مالياً، على أمل أن يستجد ما يسمح بتعويمها سياسياً. أما صحيفة لوفيغارو فقد نشرت مقال رأي بعنوان: "إسرائيل في مواجهة حماس.. مخاطر الخيار العسكري"، ذهب كاتبه إلى أن ما تبديه حركة "حماس" الآن من مواقف هو أقرب إلى تكتيكات لاحتواء حالة الاحتقان والحصار اللتين تعيشهما، أكثر من كونه تعبيراً عن رغبة في التغير، على مستوى مبادئ الحركة، وقناعاتها الإيديولوجية. فمع أنه من المرجح أن تقلع الحركة الآن عن أي مظهر للعنف، وعن الأعمال الاستعراضية، إلا أن هذا يفهم على الطرف الإسرائيلي على أنه مجرد محاولة لالتقاط الأنفاس، وللتهدئة حتى تستقر الأرض تحت أقدام قادة "حماس" ليقرروا بعد ذلك، في اللحظة التي يريدون متى ينهوا "الهدنة"، أو الكيفية التي ستكون عليها المرحلة التالية. ويرى الكاتب أن حالة اللاسلم واللاحرب الحالية بين "حماس" وإسرائيل، تبقى مع ذلك مهيأة للتصعيد العسكري في أية لحظة، خاصة من جانب إسرائيل التي بدأت تتحدث مؤخراً بعبارات مثيرة للقلق عن التدخل الإيراني في غزة، مع ربط دعم طهران لـ"حماس" مع دعمها لـ"حزب الله".


 مهمة المالكي


 كريستوف عياد وكريستوف بولتانسكي كتبا في صحيفة ليبراسيون مقالاً بعنوان: "عراق بثلاثة رؤوس"، تحدثا فيه عن أبعاد المهمة شبه المستحيلة التي يتعين على رئيس الوزراء العراقي المنتخب جواد المالكي القيام بها، لإخراج بلاده من دوامة العنف وأشباح الحرب الأهلية المحدقة بها. فالمالكي، الذي يعد دستورياً الرجل القوي في الحكومة العراقية المنتخبة، سيتعين عليه التعايش أولاً مع الرئيس جلال الطالباني، الزعيم الكردي الذي لعب الدور الأكبر عملياً في إسقاط سلف المالكي وزعيم حزبه الدكتور إبراهيم الجعفري. كما يلزمه التعايش مع رئيس البرلمان السُّني الس