يودع أطفالنا مدارسهم هذه الأيام، بعد عام دراسي شهد ما شهد من نجاحات ومصاعب وتراجعات، لكنه بكل تأكيد وضع حجرا آخر في جدار الجيل الذي ينتظر أن يواصل المسيرة، حاملا آمال الأسلاف والآباء في العيش الكريم وبلوغ التقدم والرقي. ولعل خبرة عام دراسي آخر، في العلاقة بين الأسرة والهيئة التربوية وبين المجتمع والمدرسة كصانع للثقافة والمعرفة، يمكن أن تضيف إلى وعي الآباء فهما أكثر وضوحا لرسالة المدرس وحدودها ومحتواها، ومن شأنها أن تدفعهم إلى التعاطي بشكل صحيح ولائق مع الواقع المدرسي لأطفالهم وشروط نجاحه على الوجه الأكمل. فالوعي التربوي لدى الآباء بحاجات الأطفال، بما في ذلك احترام ميولهم وقدراتهم الفردية، هو الشرط الأساسي لتكوين شخصية قوية ومستقلة وحاملة لمشاعر إيجابية تجاه المجتمع... إنه الضمانة الضرورية لبناء جيل من الأسوياء وذوي المواهب الذين هم دعائم النهوض الحضاري وصانعوه على مر التاريخ. وكجزء يكمل جهود العام الدراسي، على الآباء أن يساعدوا أبناءهم في الاختيار الصحيح لما يملؤوا به فراغ الإجازة الصيفية، فالخروج من تلك إلى هذه يتطلب هو كذلك وعيا ومسؤولية عاليين لدى الآباء. كريم السيد- دبي