اقتربت الأوضاع في فلسطين المحتلة من نقطة الانفجار في شهر يوليو الماضي، على خلفية وثيقة الأسرى التي طرحها الرئيس أبومازن كحل لإنهاء المعاناة الفلسطينية، وقد استغلتها بعض الأطراف الداخلية لتصعيد حملتها بهدف إسقاط الحكومة الفلسطينية، وإزاء ذلك وافقت "حماس" على الوثيقة، إنقاذاً للحد الأدنى من لإجماع الوطني الفلسطيني. بيد أن الكلام عن الوثيقة أصابه الكساح وأصبح صمتاً مطبقاً، وحل محله حديث جديد عن حكومة وحدة وطنية تعترف بإسرائيل، لكن الحديث حول هذه الحكومة عاد هو أيضاً إلى الصفر بعد عود أبومازن من واشنطن! والمفارقة المضحكة في هذا السجال الداخلي، وشر البلية ما يضحك، هي أن الشعب الفلسطيني الذي قامت دولة إسرائيل على نفيه كلياً، أي باعتباره ليس شعباً موجوداً من الأساس، هو من تريد بعض قياداته الآن أن تجعل من الاعتراف بتلك الدولة معياراً ترتهن له كافة القرارات والخيارات الفلسطينية، بما في ذلك تشكيل حكومة أو حتى تنظيم انتخابات بلدية...! فهل يكون التقاتل الداخلي، هو النتيجة الحتمية لمسار أوسلو ونهايته الطبيعية؟! عزمي أكرم- الخليل