نعم، لماذا نكتب؟ في زمن أضحى الحرف يعرف بأنه أضعف الحلقات في ظل وجود المدفع والصاروخ. لمن نكتب، وأضحى التاريخ يخطه الرصاص والجغرافيا تصنعها انتصارات العسكر والجيوش؟ هل للكتابة فائدة في زمن أضحى اللهو على الإنترنت أهم من قراءة قصة؟ ماذا ينفع مقال لكاتب قدير تمر فوقه الصواريخ المدمرة؟ هل انتهى عصر الكتابة؟ هل قتل الكاتب الذي يضحي بحياته من أجل مبدأ؟ عذراً... فما دامت الخليقة على الأرض تدب، سيبقى الناس منقسمين بين صادق وكاذب، بين حر ومنافق، وسيبقى القلم يكتب الحق ما دامت هناك أيدٍ شريفة تحمله. لم ولن ينتهي عصر الكتابة ولن تجف المحابر الحرة إلى أن تسطر كتابة الحق لتعيد صياغة الحياة. ألم يزيف التاريخ في فلسطين على أيدي الصهاينة الذين ادعوا يهودية فلسطين؟ سيبقى هناك من يُمسك بقلم الحق، حتى لو كان مقاله آخر شيء يفعله في الحياة. لم تمت ضمائر الشعوب بعد، فسيبقى هناك أناس يكتبون الحقيقة مهما جرى. ليكن الجميع من أجل الحق والحرية، من أجل التمسك بمبادئنا وقيمنا، من أجل التماسك العربي. لنكتب من أجل رفع ثقافتنا وبث حب الوطن في أجسادنا، لنكتب من أجل قضايانا، لنكتب من أجل إيصال رأينا للغرب، لنكتب من أجل أن يعرف الجميع أننا أهل حضارة وتاريخ بنيت بسواعد الأجداد لا ببنادق الأحقاد. جميل لحام- سوري مقيم في الإمارات