الصين تعيد اكتشاف القارة الإفريقية... و"النووي" يبعث الدفء في العلاقات المصرية- الروسية القمة الصينية الإفريقية، وتأثير العراق على نتيجة انتخابات الكونجرس الأميركية، وعودة الخيار النووي إلى واجهة النقاش في اليابان، ثم زيارة الرئيس المصري إلى روسيا، قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية ----------- "الصين وإفريقيا نحو علاقات أقوى": خصصت صحيفة "تشاينا دايلي" افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين للتطرق إلى القمة الصينية- الإفريقية التي عقدت الأسبوع الماضي في بكين واستمرت على مدى يومين، حيث جمعت بين المسؤولين الصينيين من جانب ورؤساء الدول الإفريقية من جانب آخر. الصحيفة تتحدث عن الدفء الذي عم فجأة العاصمة بكين عندما حل ممثلو القارة السمراء ضيوفاً على الصين وخرجوا في اختتام القمة بوثيقتين، الأولى تتعلق ببيان بكين، والثانية عبارة عن خطة عمل تضع خطوات محدد لتحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها والمتمثلة في تعزيز العلاقات التجارية بين الصين والقارة الإفريقية، ودعم اقتصاد الدول الإفريقية بما يحقق الرخاء لشعوبها ويعود بالفائدة على كلا الطرفين. وإذا كان بيان بكين قد حدد أهدافاً عامة تتصل بتنشيط العلاقات في جميع المجالات وضمان حضور قوي للصين في الأسواق الأفريقية، فضلاً عن المشاركة الفعالة في المشروعات الاقتصادية للدول الإفريقية، فقد وضعت خطة العمل نقاطاً محددة لتقييم العلاقات وحددت لذلك جدولاً زمنياً يمتد على مدى الثلاث سنوات المقبلة. وتشير الصحيفة إلى المقاربة الصينية الفريدة في التعاون مع الدول الإفريقية التي تعتمد على احترام الخصوصيات الثقافية وعدم فرض نموذج اقتصادي بعينه، مفضلة عدم التدخل في طريقة إدارة البلدان لشؤونها الداخلية. وقد جددت الصين حسب الصحيفة التزامها بمساعدة الدول الإفريقية ومنحها الدعم الاقتصادي اللازم مقابل استفادتها من الموارد الطبيعية الوافرة التي تزخر بها القارة. "الانتخابات الأميركية والحرب في العراق": تناولت صحيفة "ذي أستراليان" الأسترالية في افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين موضوع انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأميركي التي ستجرى اليوم الثلاثاء وعلاقتها بالحرب في العراق. فحسب الصحيفة لن يتفاجأ أحد قي حال سيطرة الحزب الديمقراطي على أحد مجلسي الكونجرس أو كليهما معاً بالنظر إلى الأداء السيئ لإدارة الرئيس بوش خلال الفترة التي أعقبت الحرب على العراق، وفشله في إحلال الأمن والاستقرار والقضاء على المتمردين. ولأن الشعب الأميركي بحاجة إلى طرف ما يحمله مسؤولية الفوضى الضاربة بأطنابها في العراق حالياً، يعتبر الحزب الجمهوري أكبر المرشحين لدفع الثمن. بيد أن الصحيفة وإن كانت تتوقع فوز "الديمقراطيين" في انتخابات الكونجرس، إلا أنها لا تعتقد بقدرتهم على وقف النزيف اليومي في العراق بمجرد احتلالهم لأكبر عدد من المقاعد في مجلسي الكونجرس. فالرئيس جورج بوش سيواصل أداء مهامه على رأس السلطة التنفيذية وسيستمر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في وظيفته على رأس "البنتاجون"، وهو ما يؤذن بأن الولايات المتحدة ستحافظ على قواتها في العراق حتى إخماد الفوضى، أو بلورة استراتيجية محكمة للخروج من العراق. لكن بالنسبة لأستراليا، كما للعديد من الدول تتخوف الصحيفة من أن يؤدي فوز "الديمقراطيين" إلى بعث شبح الحمائية الاقتصادية التي قد تنتهجها الولايات المتحدة، لاسيما وأن العديد من "الديمقراطيين" باتوا يحمِّلون العولمة واتفاقات التجارة الحرة مسؤولية فقدان الأميركيين لوظائفهم. "اليابان والخيار النووي": كتب "يوشيو أوكاراوا"، السفير الياباني السابق لدى الولايات المتحدة ورئيس معهد دراسة السياسات الدولية مقالاً في صحيفة "جابان تايمز" اليابانية يوم الأحد الماضي تناول فيه قضية المبدأ الياباني القائم منذ سنوات عديدة حول عدم التسلح النووي ودعوة بعض السياسيين إلى مراجعته في ضوء المتغيرات الإقليمية التي كان أهمها إجراء كوريا الشمالية للتجارب النووية في التاسع من أكتوبر الماضي. ويورد الكاتب شهادة العديد من الشخصيات السياسية التي أعادت النقاش القديم حول الخيار النووي الياباني إلى الواجهة كان أهمها تصريحات رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم "شويشي نكاجاوا" الذي دعا في برنامج تلفزيوني إلى ضرورة فتح الحوار مجدداً حول الخيار النووي ومناقشته بصراحة. ولم يفت وزير الخارجية "تارو آسو" أن يشير أيضاً إلى الموضوع عندما قال إنه رغم تمسكه بمبدأ عدم التسلح النووي، إلا أنه يرى من الضروري فتح نقاش صريح حول إمكانية تطوير القدرات النووية لليابان لمواجهة الأخطار الإقليمية المحدقة بها. بيد أن الكاتب الذي يعترف بتلك التهديدات، بل ويقر بقدرة اليابان التكنولوجية على إنتاج السلاح النووي، لا يحبذ الفكرة ويدعو بدلا من ذلك إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة والتعجيل بنشر نظام للصواريخ الباليستية في الجزر اليابانية تحسباً لأي طارئ. ولعل الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى طوكيو في 19 أكتوبر الماضي وتجديدها التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن اليابان في وجه أي اعتداء خارجي يشكل أفضل ضمان لأمن وسلامة اليابان. "مصر تبحث عن نووي سلمي": نشرت صحيفة "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الجمعة الماضي تقريراً حول الزيارة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك إلى روسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. التقرير أشار إلى المحادثات التي جرت بين الطرفين وإبداء مصر لرغبتها في بناء أربعة مفاعلات نووية على أمل البدء في تشغيلها في المستقبل. ولهذا الغرض التقى الرئيس المبارك بـ"بوريس أليوشين"، رئيس الوكالة الفيدرالية للصناعة وتباحثا معاً حول آليات تنفيذ المشروع. وتطمح روسيا من خلال تعزيز علاقتها مع مصر إلى العودة مجدداً إلى ساحة الشرق الأوسط، حيث دعت إلى ضرورة لعب مصر دوراً أكبر في حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة والمساهمة الفعالة في جهود الوساطة بين الأطراف المختلفة. وفي هذا الإطار اقترح الرئيس بوتين إضافة مصر إلى اللجنة الرباعية حتى يتسنى لها الاضطلاع بدور أكثر أهمية في صراع الشرق الأوسط. وينوه التقرير أيضا ًإلى العلاقات المصرية- الروسية القديمة التي تعود إلى فترة الخمسينيات عندما ساعد الاتحاد السوفييتي مصر في بناء السد العالي بأسوان. ويطمح الطرفان بالإضافة إلى ذلك إلى الرفع من حجم التبادل التجاري بينهما الذي وصل خلال العام الماضي إلى 1.6 مليار دولار، فضلاً عن تشجيع الروس على اكتشاف السياحة المصرية. إعداد: زهير الكساب