"فرق الموت" حقيقة لا يجادل فيها أحد في العراق، وهي وحدات مسلحة ذات تدريب خاص، وتتبع الأجنحة العسكرية لعدد من الأحزاب، وغالبية عناصرها مجندون في سلك الشرطة أو الحرس الوطني العراقيين! لذلك غالباً ما تنفذ فرق الموت مهماتها مستخدمة آليات حكومية، وفي زي رسمي، وأحياناً باستخدام أدلة حكومية أخرى لو تطلب الأمر ذلك! وكانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قراراً من قبل بحل جميع الميليشيا المسلحة في العراق، باستثناء البشمركة، وهو ما تحايلت عليه تلك الميليشيا وأحزابها، من خلال إلحاق مسلحيها بجهازي الجيش والشرطة، حيث اختفت عن الأعين أي مظاهر مسلحة لتلك الميليشيا، إلا أنها في الواقع صارت أكثر قدرة وأفضل تسليحا من ذي قبل، وذلك باعتبار الوسائل العامة والمعلومات الاستخباراتية التي أصبحت بيدها... مما أعطاها فرصة كبرى كي تصول وتجول في دماء العراقيين دون رحمة أو شفقة! أمعنت فرق الموت في ممارسة القتل والذبح والإعدامات الجماعية على الهوية... على نحو لا يمكن تصوره من مسلم ضد مسلم! والغريب أن الحكومة وأحزابها الرئيسية، مازالت تماطل في حل الميليشيا، متعللين بالحاجة أولاً إلى إطلاق حوار حول المسألة، وبالقول ثانيا إن تنفيذ نتائج الحوار سيتم على مراحل لدمج الميليشيا تدريجياً... وكأن المطلوب هو إعطاء فرق الموت أكبر وقت ممكن لإعمال قتلها في العراقيين ولمزيد من التصفية الطائفية! طاهر علي- أبوظبي