دفْء" في العلاقات الصينية- الهندية... و"خطوة أولى" مطلوبة بين أوروبا وروسيا انتقاداتٌ لسياسة رئيس الوزراء الكندي تجاه الصين، ودعوة لفتح أبواب الاتحاد الأوروبي أمام روسيا، وأبعاد زيارة الرئيس الصيني "هو جينتاو" للهند، ودق لناقوس الخطر في كوريا الجنوبية على خلفية شيخوخة المجتمع مواضيع أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية الصادرة هذا الأسبوع. "موقف هاربر الأخرق تجاه الصين": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "تورونتو ستار" الكندية لافتتاحية عددها ليوم الثلاثاء والتي انتقدت فيها سياسة رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر تجاه الصين وتعاطيه مع المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وذلك بمناسبة مشاركته في أشغال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في العاصمة الفيتنامية هانوي. الصحيفة أفادت أنه نتيجة لهذه السياسة، فإن هاربر لم يحظ بفرصة بحث القضايا التي تهم البلدين مع القادة الصينيين باستثناء "دردشة" قصيرة لم تتعد 15 دقيقة قبل حفل العشاء مع الرئيس الصيني "هو جينتاو"، وهو ما اعتبرته الصحيفة طريقة خاطئة لبحث ملف العلاقات الكندية- الصينية التي ما فتئت تطرح تحديات مهمة يوماً بعد يوم، ولاسيما أنه أمام البلدين الكثير من المواضيع التي تحتاج للبحث، ومن ذلك ضرورة فتح الأسواق الصينية أمام المنتجات الكندية، ورفاهية المليون كندي الذي ينحدرون من أصول صينية. واعتبرت الصحيفة أنه إذا كانت لا توجد صيغة سحرية لإقناع الأنظمة "السلطوية القوية" بتغيير أساليبها، فإنه "لا محيد عن سياسة الإشراك والاحترام المتبادل"، داعية إلى ضرورة أن يحافظ رئيس الوزراء الكندي على علاقات جيدة مع المسؤولين الصينيين حتى يضمن له آذاناً صاغية، وأنه إذا كان الانتقاد الحاد مهماً أحياناً، فإن "دبلوماسية الأبواق العمومية" يمكنها أن تضر أكثر مما تنفع، لتخلص الصحيفة بعد ذلك إلى أن مؤتمر هانوي شكل بذلك "فرصة ضائعة". أوروبا وروسيا... الخطوة الأولى: صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية نشرت مقالاً لكاتبه فلاديسلاف إينوزيتسيف، أستاذ العلوم الاقتصادية ومحرر الطبعة الروسية من صحيفة "لوموند ديبلوماتيك"، دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى فتح أبوابه أمام روسيا تمهيداً لانضمامها إلى حظيرة دول الاتحاد. ومهد الكاتب لهذه الدعوة عبر استعراض القواسم المشتركة التي تجمع بين روسيا وأوروبا والتي لخصها في الثقافة والقيم المشتركة والدين المسيحي، معللاً دعوته بحاجة أوروبا وروسيا المتبادلة إحداهما إلى الأخرى، ومن ذلك –يقول الكاتب- حقيقة أن روسيا يمكنها أن تُشكل سوقاً ضخمة أمام السلع الأوروبية، ومصدراً لليد العاملة الماهرة والرخيصة نسبياً، إضافة إلى ثروات البلاد الطبيعية. وتوازي ذلك حاجةٌ روسية مماثلة إلى أوروبا، ومن ذلك عدم تمكنها بعد من التحول إلى دولة حديثة وعادية بعد، وفشلها في خفض التفاوت الاجتماعي "الخطير"، إضافة إلى "افتقارها إلى رؤية للمستقبل". وأضاف إينوزيتسيف أن روسيا في حاجة اليوم إلى هدف، على أن "عودةً إلى جذورها الأوروبية قد توفر هذا الهدف"، داعياً أوروبا إلى "القيام بالخطوة الأولى"، وموجها نداءه إلى قادة الاتحاد الأوروبي من أجل دعوة روسيا إلى الانضمام إلى الاتحاد شريطة أن تستوفي موسكو جميع شروط الانضمام. واعتبر الكاتب في ختام مقاله أنه بمقدور أوروبا أن تشكل مع بداية القرن الحادي والعشرين قوة محركة مرة أخرى. العلاقات الهندية- الصينية أفردت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للحديث عن تطور العلاقات التي تربط العملاقين الآسيويين الصين والهند. أما مناسبة هذا الحديث فهي الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى الهند الرئيس الصيني "هو جينتاو"، وتعد الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس صيني إلى الهند منذ عقد من الزمن. الصحيفة وصفت الزيارة بـ"المحطة الكبرى" في العلاقات بين البلدين التي "بلغت مستوى من النضج"، واعتبرت أن من شأنها أن تساهم في النهوض والرقي بالعلاقات الثنائية والانتقال بها إلى مستوى أفضل. ورأت الصحيفة أنه لا يوجد أدل على "الدفء" الذي باتت تتمتع به العلاقات الثنائية من اختيار البلدين عام 2006 ليكون عام الصداقة الهندية- الصينية. وقالت الصحيفة إن البلدين تحدوهما رغبة أكيدة في بحث الوسائل التي من شأنها تحسين المشاركة الثنائية بشأن القضايا الملحة، مع الاستمرار في الوقت نفسه في معالجة الجوانب محل خلاف من قبيل النزاع الحدودي بينهما. وأضافت أن البلدين يدركان أهمية عدم ترك هذه المواضيع تقف حاجزاً في طريق الرقي بالعلاقات الثنائية، علماً بأن تسوية مبكرة لمشكلة الحدود تمثل هدفاً استراتيجياً يستأثر باهتمام البلدين. وختمت الصحيفة بالقول إنه وعياً من البلدين بالتقاء مصيريهما بحكم الجوار وحقيقة أنهما يمثلان أكبر دولتين في آسيا، فقد اتفقتا على أن تساهما سوياً في "خلق جو من التفاهم المتبادل والثقة والتعاون في آسيا والعالم بصفة عامة". "شيخوخة" المجتمع الكوري الجنوبي: خصصت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء لدق ناقوس الخطر إزاء شيخوخة المجتمع في كوريا الجنوبية "بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً". وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن مكتب الإحصاءات القومي توقعاته من أن كوريا الجنوبية ستصبح من أكثر المجتمعات شيخوخة في العالم، إذ من المتوقع أن يشكل الأشخاص من تفوق أعمارهم 65 عاماً نحو 38 في المئة من عدد السكان في 2050، وهو ما يفوق متوسط 26 في المئة السائد في دول متقدمة أخرى. يوازي ذلك انخفاضٌ سريع في نسبة الولادات وتحسن أمد الحياة. الصحيفة حذرت من أن شيخوخة المجتمع من شأنها أن تحمل معها "تغيراً كبيراً" على صعيد البيئة السوسيو- اقتصادية، داعية إلى ضرورة الاستعداد لهذا الواقع الجديد، ووضع استراتيجيات لدعم كبار السن الذين ما انفك عددهم يتزايد. ووفق هذا المعطى الجديد، دعت الصحيفة الحكومة إلى إعداد نظام معاشات اجتماعي "فعال" يأخذ في عين الاعتبار العددَ المتزايد لكبار السن في المجتمع. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن كوريا الجنوبية قد تعدت مرحلة التحول إلى مجتمع مُسن، مستنتجة ضرورة أن "تنتبه الحكومة" لهذا المعطى الجديد و"تعمل على خلق بيئة يمكن فيها للولادات أن ترتفع ولكبار السن أن يعيشوا حياة كريمة أيضاً". إعداد: محمد وقيف