تحت عنوان: "العرب... هل هم ضحايا للمقاومة الفيتنامية؟"، تحدث الكاتب خليل علي حيدر في مقاله المنشور في "وجهات نظر" ليوم الأحد 26 نوفمبر الجاري، عما اعتبره افتتاناً سلبياً من قبل العرب بتجربة فيتنام التحررية، شغلهم عن الترويج لقيم التنمية والتقدم والبناء والحياة، بأحاديث عاطلة عن "الصمود" و"التصدي" و"الحرب الثورية" ضد أميركا والإمبريالية العالمية... الخ. ومع اختلافي مع بعض ما جاء في هذا المقال إلا أنني أتفق معه في شيء أراه في غاية الأهمية، ألا وهو أننا نحن العرب ضيعنا فرصاً ثمينة للتنمية قد لا تتكرر، في سياق لهاثنا وراء العنتريات، ومنطق القوة والمواجهة. ولكي أضرب مثالاً لتقريب دلالة ما أتحدث عنه، يكفي أن نقارن الدخل القومي في بلداننا العربية الكبيرة وما كان عليه الدخل القومي في بلد ككوريا الجنوبية طيلة عقد الستينيات. فقد كان دخل دولنا العربية وقتها ضعف دخل كوريا الجنوبية عشرات المرات، ولكن: أين اقتصاد سيئول اليوم وأين اقتصاداتنا؟ وما يصدق على تلك الدولة يصدق أيضاً على دول نامية أخرى عديدة، في مقدمتها تلك المعروفة بـ"النمور الآسيوية". فقد ألْهتنا نحن العرب الحروب والنزاعات الإقليمية والداخلية عن مواصلة طريق التنمية، هذا على رغم أننا نملك من الموارد الطبيعية والبشرية ما لا تملك مثله دول أخرى عديدة تجاوزتنا بأشواط كبيرة في مجال التنمية. ياسر عبدالجبار - القاهرة