تحت عنوان: "هل يقوم سلام حقيقي في العراق؟"، نشرت "وجهات نظر" يوم الخميس الماضي مقالاً للأستاذ محمد عارف. وفي تعقيبي على هذا المقال، أرى أن العراق في حاجة إلى أكثر من نصف مليون جندي، ولنكن صادقين مع أنفسنا أولاً. الشعب العراقي لم يعرف الحكم الديمقراطي خلال الخمسين عاماً الماضية، أي منذ الانقلاب الدامي على الحكم الملكي، حيث حُكم العراق بعدها بالحديد والنار ولكن بمستويات مختلفة انتهت بأعنف حكم دموي عرفه العراق. المشكلة حالياً هي أن التاريخ يعيد نفسه في العراق، فبعد انقلاب عام 1968، بدأ الحكم الجديد حينها بعملية تطهير منظم للعناصر التكنوقراطية العاملة في مختلف المجالات والوزارات بحجة أنهم جواسيس. وما أسهل أن نُلقي بالتهم على الآخرين. وأعتقد أن أكثر شيء نجح فيه العراقيون، هو إلصاق التهم ببعضهم بعضاً. فإذا حاول شخص التعبير عن وجهة نظره ألصقت به تهمة الجاسوسية والعمالة، وحالياً أضيفت لهاتين التهمتين، تهمة الإرهاب والانتماء إلى ما يسمونه "الصداميين" وغيرها، ولكي لا نبتعد عن موضوع المشكلة القائمة الآن في العراق، أؤكد أن أخطاء العراق هي ذاتها تتكرر، من خلال الانخراط غير المنظم للعناصر غير المؤهلة وغير الكفؤة في مؤسسات الدولة، وأيضاً في العملية السياسية، مقابل إبعاد ما تبقى من العناصر الكفؤة من العملية السياسية والدوائر والمؤسسات الحكومية بشتى الطرق، وهذه كارثة جديدة في العراق. عمر طارق القاضي- أبوظبي