تحت عنوان "الجبهة العراقية ومخاطر إهمال الورطة الأفغانية"، نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي مقالاً لمساعد وزير الخارجية الأميلاركية الأسبق "كارل إندرفيرث"، وفي ردي على هذا المقال، أرى أنه بغض النظر عن الأخطاء الأميركية القاتلة في العراق، فإن نظرية الحرب على جبهتين في آن معاً قد سقطت وسقط معها وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد. الجيش الأميركي الغارق حتى أذنيه في حرب طائفية سرية بالعراق وفي مواجهة تمرد لم تتحدد هويته الرئيسية بعد في بلاد الرافدين لن يكون قادراً على تحقيق "انتصارات" مزعومة على الجبهة الأفغانية. الجيش الأميركي قادر على حسم المعارك الجوية لكن حرب العصابات ومواجهة المتمردين لا تزال نقطة الضعف الوحيدة في هذا الجيش الخارج من حرب باردة كان محورها الرئيس سباق التسلح وتكديس الأسلحة الاستراتيجية والدخول في حرب النجوم. أميركا استعجلت النتائج وأسقطت نظامين في أفغانستان والعراق بسرعة دون أن تخطط لما بعدهما، والنتيجة مشكلات أشد ضراوة وفتكاً، ومواقف صعبة يجد العسكريون الأميركيون أنفسهم فيها، بعدما زجت بهم قيادتهم السياسية في أتون مواجهات مفتوحة لا أمل في نهايتها. فهمي مرزوق- الشارقة