عندما وضعت أميركا لنفسها هدفين عظيمين تتوق بلدان كثيرة لتحقيقهما ألا وهما الديمقراطية والحرية، خاضت في سبيلهما تجربة كبرى، فمرة تنجح في تحقيقهما ومرة تفشل، إلا أن نسبة فشلهما في بلدان العالم الثالث نسبة عالية، وإلا فلماذا نسمع كل يوم عن حروب أهلية وقتال مستميت بين فئات كل منها تريد أن تفوز بالحكم على أصوات المدافع وقصفها وهديرها· وفي ذات الوقت فإن كل واحدة من هذه الدول تدعي أنها تحقق الحرية والديمقراطية·
إن الحرية والديمقراطية تتطلبان أرضاً خصبة لخوضهما، ثم وبعد زمن ليس بالقصير قد تتحقق بعض أهدافها، ولكن الأمر ليس بالسهولة· فقراءتنا للمراحل التي تمت فيها تجعلنا نعرف مدى صعوبتها· وفي الأمس القريب ظهرت أيديولوجيات ومبادئ حادت عن الديمقراطية، ففشلت فشلاًذريعاً على رغم تقدمها في كثير من مجالات التنمية، فماذا كان مصير الشيوعية والفاشية والنازية وغيرها من الحركات؟
هناك أصوات غريبة تظن أن الديمقراطية تصدّر مثل أية سلعة، ناسين أو متجاهلين التجارب والحروب التي مر بها عدد من الدول قبل أن تترسخ الديمقراطية والخضوع للقانون واحترام الدستور· إن مثل هذه الأهداف سيتحقق، ولست من اليائسين، ولكي نصل إلى قطع الألف ميل لابد أن نبدأ الخطوة الأولى الصحيحة· أما أن يلوّح لنا البعض بأننا تنقصنا الديمقراطية كورقة ضغط أو فزاعة فهذا أمر غير مقبول·
منصف أبوبكر - أبوظبي