يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان "الناتو... حلف يبحث عن مبرر وجوده"، نشرت "وجهات نظر" مقالاً للكاتب الأميركي "ويليام فاف" تحدث فيه عن السجال الذي يدور داخل حلف شمال الأطلسي عن مهمة الحلف الأساسية في عالم ما بعد الحرب الباردة. "الناتو" يؤدي الآن مهام بالوكالة عن الولايات المتحدة، فهو في أفغانستان يحارب الإرهاب، وفي أوروبا يحاول الإبقاء على استقرار البلقان بعد أن ساهمت القوات الأميركية في حسم الحرب هناك قبل ما يزيد على سبع سنوات. الحلف يثير حفيظة روسيا، لأنه اقترب من حدودها بتوسعاته شرقاً، ومن ثم من غير المنطقي أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي و"الناتو" يطرق حدودها، والاتحاد الأوروبي يمتد ليطال محيطها الإقليمي. "الناتو" كيان عسكري ضخم، وإنْ لم يجد لنفسه مهمة، سيجد نفسه أمام تساؤلات قاسية ليس أقلها: ما جدوى الحلف؟ وهو تساؤل قد يعصف بالحلف برمته. قد تكون الحرب على الإرهاب أداة استغلتها قيادة "الناتو" لتعطي نفسها دوراً هو في الأساس دور الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية. سعيد فتحي - دبي