قرأتُ مقال الدكتور خليفة علي السويدي المنشور في هذه الصفحات يوم السبت الماضي 31 مارس، وكان عنوانه: "حتى متى البكاء"، وقد استعرض فيه الكاتب ملاحظات نبيهة وقصصاً عميقة الدلالة حول بعض التعقيدات التي يفرضها البعض على رؤية الرجل للمرأة التي يتقدم لطلب يدها. وما أود إضافته ضمن هذا التعقيب السريع هو أن كلام الكاتب صحيح مئة في المئة، من الناحيتين الشرعية والأخلاقية. فكيف يمكن أن يرتبط أحد بشريك في الحياة لم يرَه من قبل؟ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بهذه الرؤية في حدودها الشرعية، عسى أن يُؤدم بين الطرفين، وحتى يرى كل منهما الآخر ولا يفاجأ بما يكرهه فيه، فتفشل الأسرة المستقبلية بدل أن تنجح. ولكن المشكلة في كثير من مجتمعاتنا العربية الإسلامية أن بعض الناس يحولون الأعراف والعادات القديمة إلى ما يشبه "الشرع" في أذهانهم هم. فيختلط عليهم ما هو من الدين، وما هو من العادات. هذا في حين أن الشرع واضح، فالحلال بيّن والحرام بيِّن، وقد أجمع جمهور الفقهاء وأهل العلم على جواز رؤية الرجل لمن يريد خطبتها، مرة على الأقل، وفي الحدود الشرعية. متوكل بوزيان - أبوظبي