المبادرة العربية للسلام وضعت حداً للمراوغة الإسرائيلية المعهودة، مما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" يدعو إلى اجتماع مع البلاد العربية في مؤتمر تحضره إسرائيل حتى يقول كل طرف ما لديه، الأمر الذي يشير إلى هروب من المبادرة التي اهتم بها العالم كله. وتقول الأخبار إن "أولمرت" ليس لديه ولا في مقدوره أن يواجه إسرائيل بمتطلبات المبادرة، فلذلك يلجأ إلى الهروب من الورطة، فالموقف أكبر وأكثر تعقيداً. من المعروف أن "أولمرت" تولى رئاسة الوزراء بعد أن سقط شارون في غيبوبة طويلة. لقد سمعت أحد المعلقين الإسرائيليين، يسخر من أولمرت ودعوته، لأنه ليس لديه أي تصور للإجابة على شروط المبادرة، وأنه غير مؤهل لقيادة إسرائيل إلى السلام. المتتبع للتحركات السياسية في المنطقة، يشهد نشاطاً متصاعداً وزيارات متعددة أبرزها زيارة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، التي خرجت عن مسار الإدارة الحالية بالتوجه إلى دمشق للاطلاع على مجريات الأمور، مما أغضب الإدارة الحالية التي انتقدت تلك الزيارة، وقالت إنها ربما ترسل إشارة خاطئة إلى سوريا. وزيارة شخصيتين مهمتين للمنطقة والاطلاع على الأمور تعني الكثير، وقبل ذلك قام ثلاثة أعضاء من الكونجرس من "الجمهوريين" بزيارة لدمشق لجس النبض. تشير هذه الجولات إلى اهتمام "الديمقراطيين" الصاعدين والمتطلعين للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتشير أيضاً إلى أن أوروبا بدأت تخرج على دائرة النفوذ الأميركي، وأن تغييراً سيطرأ على أوروبا، خاصة في سياستها الخارجية. وكل ذلك حركته بداية الوحدة الفلسطينية والمبادرة العربية وتردي الأوضاع في العراق. منصف أبوبكر - أبوظبي