من "فرص" التعاون في جنوب آسيا... إلى "خطأ" بريطانيا في الخليج تداعيات حارة البريطانيين، وانعقاد القمة الرابعة عشرة لـ"منظمة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي"، وتبني بريطانيا لقانون يقضي بتجديد ترسانتها النووية، وقضية المواطن الكندي عمر خضر المسجون في معتقل جوانتانامو... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة الصحف الدولية. أزمة البحَّارة: علقت صحيفة "ذا هيندو" الهندية في افتتاحية عددها ليوم الخميس على أزمة البحارة البريطانيين التي انتهت فصولها أمس بإفراج إيران عنهم، معتبرة أن بريطانيا كانت على خطأ بالنظر إلى الظروف المتوترة في منطقة الخليج العربي، ومن ذلك "الاحتلال العسكري " لاثنين من جيران إيران –العراق وأفغانستان، وانسياق حكومة بلير الدائم وراء الإدارة الأميركية التي لا تستبعد إمكانية اللجوء إلى الوسائل العسكرية على خلفية الأزمة النووية، وشكاوى إيران المتكررة في الآونة الأخيرة من انتهاك الولايات المتحدة وبريطانيا لسيادة مجالها الجوي ومياهها الإقليمية، إضافة إلى تنفيذ "الإرهابيين" في كردستان العراق وإقليم بلوشستان لهجمات داخل الحدود الإيرانية. ورأت الصحيفة أن إيران تصرفت ضمن حدود مفهومة في ضوء التوتر القائم، حينما اعتقلت طاقم الزورق الحربي البريطاني، وطالبت بضمانات لعدم حدوث المزيد من الانتهاكات لسيادتها في المستقبل. إلى ذلك، رأت الصحيفة أنه إذا كان من الصعب تحديد النقطة التي تم فيها اعتقال البحارة البريطانيين على شط العرب، فإن طعن سلطات خفر السواحل العراقية في أقوال البريطانيين جعل المجتمع الدولي يميل إلى تصديق طهران، وليس لندن. واختتمت بالقول إنه على بلير أن يعترف على الأقل بإمكانية أن تكون بلاده مخطئة. "فرصة جنوب آسيا": خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على القمة الرابعة عشرة لـ"منظمة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي" التي بدأت أعمالها بالعاصمة الهندية نيودلهي، وتشارك فيها الصين بصفة مراقب، ممَثلةً لأول مرة بوفد رسمي يقوده وزير الخارجية "لي زاوجسينغ"، وهو ما اعتبرته الصحيفة مؤشراً على بداية فصل جديد في العلاقات بين الصين ودول جنوب آسيا، حيث من المنتظر أن "تضفي الصين زخماً إضافياً على المنظمة عبر توفير بُعد جديد لتبادلاتها وتجارتها واستثماراتها". كما رأت الصحيفة أن من شأن التحسن الملموس في العلاقات بين الهند وباكستان خلال السنوات القليلة الماضية دعم المبادرات الإقليمية في هذا التجمع الإقليمي الذي يمتد من جزر المالديف جنوبا إلى نيبال شمالاً، مشيرة إلى أن المنطقةَ هي "منطقة تحديات وآمال"، بالنظر إلى غناها بالثروات الطبيعية واتساع مساحتها وكبر عدد سكانها، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها تؤوي بالمقابل عدداً كبيراً من فقراء العالم، وهو ما دفع المنظمة خلال القمة الماضية إلى إعلان عقد 2006-2015 عشرية الحد من الفقر. وسعياً منها لتحقيق هذا الهدف، ترى الصحيفة أن المنظمة أحرزت تقدماً على الجبهة الاقتصادية، حيث اتفقت على إنشاء منطقة تبادل حر، مستفيدة في ذلك من تجارب وخبرات منظمات إقليمية مماثلة، مثل الاتحاد الأوروبي وتجمع دول جنوب شرق آسيا. "بريطانيا تختار الأسلحة النووية": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي أفردتها للتعليق على قرار بريطانيا تجديد أسلحتها النووية، وهو القرار الذي لم يتم دون حدوث انشقاقات داخل حزب "العمال" الحاكم، ما دفع رئيس الوزراء توني بلير إلى الاعتماد على أصوات المعارضة "المحافظة" لتمرير القانون. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن التصويت على تجديد الغواصات النووية البريطانية عرف معارضة نحو 100 برلماني عمالي –أي ربع الكتلة العمالية تقريباً. ولخصت أسباب المعارضة في: أولاً، تكلفة المشروع الباهظة التي قد تصل إلى 100 مليار يورو، وليس 15 إلى 20 مليار يورو مثلما تقول الحكومة؛ وثانياً، لاأخلاقية الأسلحة النووية نظراً لأن من شأن استعمالها أن يتسبب في كوارث كبرى. وإضافة إلى ذلك، رأت الصحيفة أن قرار بريطانيا تجديد ترسانتها النووية يبعث برسالة خاطئة إلى بعض البلدان في وقت يسعى فيه العالم إلى إقناع كوريا الشمالية وإيران بالتخلي عن طموحاتهما النووية، إذ من شأن ذلك تشجيع بلدان أخرى على تطوير أسلحة نووية. وإلى ذلك، توقعت الصحيفة أن تكون لتوني بلير حسابات أخرى في ذهنه، على اعتبار أن دفعه باتجاه التصويت على المشروع اليوم يُجنب خلَفه مصاعب ومشاكل حين يصل إلى السلطة، مختتمة بالقول إن الانشقاقات زادت في السنين الأخيرة، وإن التصويت لن يزيد هذه الانشقاقات إلى قوة وتجذراً. "قضية عمر خَضر": أفردت صحيفة "تورونتو" ستار جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الأربعاء لتسليط الضوء على مصير المواطن الكندي عمر خضر، المعتقل في قاعدة جوانتانامو بتهمة الانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، منتقدة السلطات الكندية لتخليها عنه وعدم وقوفها إلى جانبه. وأوضحت الصحيفة أن خضر، الذي يبلغ اليوم 20 عاماً، اعتُقل منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، مضيفة أنه من المتوقع أن يَمثل قريباً أمام لجنة عسكرية أميركية قصد محاكمته مرة ثانية بتهمة قتل ضابط أميركي خلال إحدى المعارك بين "القاعدة" والقوات الأميركية في أفغانستان في 2002. وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أن خضر أمضى خمس سنوات تقريباً في السجن بجوانتانامو في ظروف قاسية، وفي زنازين مع الكبار. مشيرة إلى أن القانون الجنائي الكندي الخاص بالأحداث ينص على ست سنوات سجناً كعقوبة قصوى في جرائم القتل المتعمد من الدرجة الأولى، وأربع سنوات سجناً لجرائم الدرجة الثانية، لتخلص إلى أن خَضر يكون بذلك قد استكمل عقوبته السجنية وفق المعايير الكندية، حتى في حال إدانته. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أن على كندا، في حال استمرت الولايات المتحدة في إلحاحها على محاكمة خضر، أن تجادل بضرورة أن تتم في محكمة عادية، وليس أمام لجنة عسكرية، وأن على المحاكمة أن تأخذ في عين الاعتبار تبادل إطلاق النار الذي جرى وقتها، والتربية التي تلقاها خضر، والفترة التي أمضاها في جوانتانامو، إضافة إلى ضرورة إمضاء أي فترة سجنية قد يُحكم بها عليه في بلده كندا. إعداد: محمد وقيف