قرأت مقال الدكتور أحمد البغدادي المعنون: "هذه اليجب التي لن تكون"، المنشور في هذه الصفحات يوم الثلاثاء 3 أبريل الجاري، والذي تهجم فيه على العرب واعتبر أنهم أضعف من أن يفرضوا السلام على إسرائيل، التي وصفها هي أيضاً بأنها تملك من القوة ما تستطيع به فرض إرادتها. ووجه الخلل في هذا الطرح من وجهة نظري الخاصة أن المقال يخلط بين القوة والحق. إذ يبدو كما لو كان مبنياً على أن من يمتلك القوة يمتلك بالضرورة الحق. وهذه مُسلمة غير صحيحة. وبالتالي فإن ما بني عليها هو أيضاً غير صحيح. وأحب أنا أن أقول للكاتب الكريم إن ما يتصوره من قوة لإسرائيل غير دقيق. فهي مجرد كيان مصطنع وقائم على نظرة إيديولوجية عنصرية، لا يسندها منطق الحق ولا تضمن بقاءها معطيات الواقع. وإذا كانت قوة الحديد والنار أبقت هذا الكيان الاستعماري المصطنع لمدة 60 عاماً حتى الآن فقد سبقته ممالك الصليبيين التي بقيت كالخناجر المغروسة في صدر فلسطين العربية قرابة قرنين، ولكن جاء اليوم الذي كُنست فيه، وتحررت فلسطين. وهذا هو مصير إسرائيل طال الزمن أم قصر. لأنها تحمل في طياتها بذور فنائها، فهي غير قابلة للتعايش في سلام وأمان مع شعوب المنطقة. وهي تتنكَّر للقانون الدولي، ولا تحسب حساباً إلى لمنطق القوة الغاشمة، وهذا بطبيعته لا يدوم على حال. نادر المؤيد – أبوظبي