جاء في مقال الدكتور محمد عابد الجابري الموسوم: "فهم القرآن ومعهود العرب اللساني"، المنشور هنا يوم الثلاثاء الماضي، تتبعٌ لما اعتبره الكاتب استلهاماً في فهم القرآن الكريم من قواعد أو معهودات اللسان العربي. والحقيقة أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وهذه حقيقة نصت عليها آيات كريمات. والظاهرة القرآنية عموماً فيما أرى ليست ظاهرة من ذلك الذي يتعامل معه الكاتب بمنهج "إبيستمولوجي" معرفي. فالقرآن الكريم منزل من عند الله، وليس فيه دخل للعقلانية البشرية. يؤمن الإنسان به بقلبه، وليس بالضرورة أن يقاربه بالمناهج الفلسفية والإبستيمولوجية. وأعتقد أن الكاتب الكريم، ملمٌّ بفتوى ابن الصلاح في هذا الشأن، كما أنه ملمٌّ قطعاً بذلك الفصل القوي الذي خصصه العلامة ابن خلدون لـ"الفلسفة وفساد منتحلها"، خاصة أن الدكتور حضَّر رسالته للدكتوراه أصلاً عن ابن خلدون. وما أريد قوله للكاتب الكريم هو ألا يقارب الأمور الإيمانية بمنهج فلسفي لا يتناسب معها، وقاصر بطبيعته عن التعامل معها أصلاً. متوكل بوزيان – أبوظبي