للأسف الشديد أجدني مضطراً إلى الموافقة على ما جاء في مقال محمد عارف الأخير من أن "اجتثاث الدولة هدف كل ما يجري في العراق"، خاصة أن الكاتب يقدم من الأدلة والبيّنات ما يثبت رأيه الذي نراه متحققاً كواقع فعلي في العراق! كان الغزو بمثابة "أبي المعاول" التي انهالت تدق الأساسات وتحطم الركائز في بناء الدولة العراقية. فالغزاة هم من قرر حل الجيش العراقي الذي ظل أكبر وأهم مؤسسة للانصهار الوطني، وهم من سنوا قانون "اجتثاث البعث" الذي كان التسمية الأخرى لمشروع التقسيم الطائفي، كما أنهم من وضعوا الدستور وقانون الفيدرالية ونظام الحكم الذاتي لكردستان و"قانون النفط والغاز الطبيعي"... إلى غير ذلك من الأفعال المتلاحقة بهدف استئصال الدولة العراقية وتصفية وجودها. بالطبع لم يكن ذلك ليتحقق لولا وجود نُخب عراقية لعبت دور الأداة المعينة والمنفذة والمبررة... لمشروع استئصال الدولة وتفتيتها في العراق. ونحن جميعاً نعلم القوى التي وقفت وراء قانون "اجتثاث البعث" ونفذت تحت ستاره سياسة استئصال طائفية مكشوفة، كما نعلم أيضاً من ساندوا الفيدرالية وأهدافهم من ورائها، ولازالت أسماء المدافعين عن قانون النفط والغاز تتردد حتى الآن في نشرات الأخبار اليومية... فاللعبة إذن معروفة من أولها إلى آخرها، رغم أنها -من أسف- ستحرق الجميع في النهاية! سمير عبدالوهاب - البصرة