الطامحون في حياة أفضل والراغبون في وضع حد لمعاناتهم داخل بلدانهم النامية يولون وجوهم شطر أميركا ودول أوروبا وأستراليا، فما كان من حكومات هذه الدول المتقدمة سوى تضييق الخناق على المهاجرين تحت مسميات عدة منها الأمني والثقافي ومنها ما يتعلق بالهوية والتوازنات العرقية والمذهبية... الخ. وثمة حل واقعي لقضية الهجرة يكمن في تحفيز التنمية في الدول النامية وتوفير فرص العمل عن طريق تشجيع الاستثمارات الأجنبية. أما الاكتفاء بحلول ترقيعية لمشكلة الهجرة، فلن يسفر عن نجاح يذكر، فسرعان ما تتفاقم الأزمة وتتخذ أبعاداً خطيرة. وحتى إذا استقر المهاجرون في بلاد المهجر، فإن المشكلات المترتبة على استيعابهم تتواصل، وتتداخل مع عناوين خطيرة منها "حقوق المواطنة" والقبول بالتعدد العرقي والثقافي. إذن تنمية العالم النامي بحيث يصبح مكاناً جاذباً للاستثمارات لا طارداً لها، هي الحل الوحيد لمعضلة الهجرة التي أصبحت محور جدل رئيس في المشهدين السياسي الأميركي والأوروبي. سعيد فتحي - دبي