دعا الدكتور حسن حنفي في مقاله: "هل تعود أوروبا إلى استقلالها؟" المنشور في هذه الصفحات يوم السبت، 7 أبريل الجاري، أوروبا إلى تتخلص من تبعيتها الشديدة للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بسياساتها الخارجية. وهي دعوة عقلانية وموضوعية، حسب رأيي الشخصي، وإن كنت أرى أن دول القارة العجوز ستواجه مشكلة كبيرة إذا حاولت الاستجابة لها. وسبب ذلك أن واشنطن صادرت إرادة الأوروبيين منذ رهنوا أنفسهم لها تحت ضغوط التهديد الشيوعي الماثل في عهد الحرب الباردة، وأيضاً نتيجة الدور المحوري الذي لعبته القوة الأميركية الجبارة في تغليب كفة "الحلفاء" في نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن ثم في تخليص أوروبا من شرور النازية والفاشية. ومشكلة الأوروبيين مع أميركا أن البيت الأبيض يدخله أحياناً سياسيون ليبراليون مناصرون للحرية ولقيم الشعوب الأوروبية، وفي هذه الحالة تكون علاقة الطرفين علاقة مبنية على أسس مبدئية صادقة. لكن أحياناً أيضاً ينتخب الأميركيون سياسيين متطرفين ومناهضين لقيم الشعوب الأوروبية، كما هو الحال الآن، وهو ما يجعل التحالف بين الطرفين متعدياً على قيم أوروبا، ومتناقضاً معها. بوعلام الأخضر – باريس