كتب الدكتور صالح عبدالرحمن المانع مقالاً نشر في "وجهات نظر" يوم السبت الماضي تحت عنوان: "التطهير العرقي الجديد في كركوك"، وأود باعتباري مواطناً عراقياً أن أعقب على هذا المقال ببعض الملاحظات السريعة. لقد فهم الكثير من الأكراد عملية إسقاط النظام السابق على أنها فرصة لتصفية حسابات قديمة مع العرب والتركمان وغيرهم من سكان العراق، خاصة في مدينة كركوك وبعض مدن شمال العراق، وهذا الفهم أو التصور خاطئ وغير سليم لا من الناحية الأخلاقية، ولا من الناحية التاريخية. فالعراق هو أحد أقدم المجتمعات في العالم، وقد تشكل شعبه من تعايش وتمازج وتآخي كل مكونات هذا الشعب. ومثلما أنه من الخطأ أن يقوم أحد بطرد عشرات الآلاف من الأكراد الذين يعيشون في وسط العراق وجنوبه بحجة أنهم ليسوا أصلاً من هذه المناطق، فإنه من الخطأ أيضاً بل من الظلم طرد العرب من شمال العراق، هذا بالنسبة للذين نزحوا إلى هناك في العقود الأخيرة، أما بالنسبة للذين كانوا موجودين منذ مئات السنين، فطردهم الآن هو تصفية عرقية، وجريمة ضد الإنسانية، وهذا ما يتعرض له العرب الآن في كركوك. محمود الدراجي – أبوظبي