قرأتُ مقال الكاتب ديفيد بروكس المنشور في هذه الصفحات يوم الاثنين الماضي وعنوانه: "العرب والأميركيون: رؤيتان متقابلتان"، وقد تحدث فيه عما اعتبره افتراقاً في الرؤية بين العرب والأميركيين، والحقيقة أن الكاتب تجاهل حقيقة وأسباب اختلاف الرؤية بين الطرفين وموَّه بأن المسألة مجرد عدم اتفاق على المفاهيم، أو مجرد روايات غير متطابقة. هذا في حين أن الأميركيين والغربيين عموماً هم أدرى الناس بحقيقة النزاع العربي- الصهيوني، ويعرفون أن الصهاينة محتلون، ومستوطنون وغاصبون لأراضي الشعب الفلسطيني، ولكن الغرب يتجاهل كل ذلك. وأريد تذكير الكاتب بأن المسألة اليهودية مطروحة بقوة في أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر، ونتيجة للإبادة التي تعرض لها اليهود على أيدي الأوروبيين في الحرب العالمية الثانية، قرر الأوروبيون تعويض اليهود بإعطائهم أرض شعب آخر هو الشعب الفلسطيني مستغلين ضعف إمكانيات الدول العربية، وووقوع معظمها تحت نير الاستعمار في ذلك الوقت. وإلا فما هو الحق الذي يمتلكه شخص قادم من أرض آبائه وأجداده في روسيا أو إثيوبيا، حين يأتي إلى أرض فلسطين؟ لماذا يتعامى الغرب عن حقيقة أن إسرائيل كيان غير شرعي ومحتل ويمارس جرائم بحق الإنسانية؟ هل هذه مجرد ادعاءات أم أن الإسرائيليين أنفسهم يعترفون بها، خاصة لجان التحقيق عندهم؟ العجيب أن الأميركيين والغرب عموماً يكيلون بمكيالين حقاً. راضي وائل - دمشق