الصومال عضو في الجامعة العربية، وهو الآن يعاني من مشاكل عديدة أهمها تفجر القتال بين القوات الإثيوبية والمعارضة المسلحة من فلول "المحاكم الإسلامية" وبعض القبائل التي ترفض الوجود العسكري الإثيوبي. لقد ترك الصوماليون منازلهم وكل ما يملكون في العاصمة مقديشو، وتشردوا وعرضوا أنفسهم للجوع والأمراض الخطيرة مثل الملاريا وحتى الكوليرا. ومن الجدير بالذكر أن الإمارات كانت المسارعة إلى إغاثة الصوماليين حتى قبل دخول القوات الإثيوبية وقوات الحكومة المؤقتة، فأرسلت المواد الغذائية والطبية في حينها. لا زالت إثيوبيا في انتظار مزيد من القوات المرسلة من دول الاتحاد الأفريقي، وأظن أنها ستنتظر طويلاً، لأن الوضع متفجر، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث غداً. كانت مساعي الجامعة العربية التي احتضنت محادثات الإخوة المتصارعين وكانت تأمل أن تكلل تلك المساعي بالنجاح، لكنها فوجئت بالتدخل الإثيوبي والذي شجبته في حينه. هناك جهات إقليمية ودولية أفسدت تلك المساعي، ولجأت إلى القوة بتحريض إثيوبيا على حسم الموقف بقوة السلاح، وكان النصر المؤقت والسريع نتيجة ذلك التدخل من بلد يعتبره الصومال عدواً تاريخياً. أما المراقبون فقد أدركوا أن إثيوبيا قد دخلت المستنقع الصومالي، لأن الصومال شديد التعقيد في تركيبته القبلية، ولا يقدر أن يلم بها ويحلها إلا الصوماليون أنفسهم. مشكلة الصومال تشعبت وظهرت فيها أصابع عديدة من دول الجوار ومن خارجها التي خافت من أن تكون الصومال ملاذاً لـ"القاعدة"، فلابد من تغيير حكومة "المحاكم الإسلامية"، وهكذا كان شعور وتخوف بلدان الجوار الصومالي. لقد آن الأوان لأن تعيد الجامعة العربية محاولات الصلح، فالوضع في الصومال يتدهور ولا يقبل الصمت. منصف أبو بكر - أبوظبي