يوم أمس الأحد، نشرت "وجهات نظر" مقالاً للدكتور رضوان السيد بعنوان "الذكرى الرابعة لسقوط بغداد"، وفي رأيي أنه يخطئ كثير من المراقبين والدارسين للمشهد العراقي رغم قتامته ودمويته بتوصيفهم لما يجري في العراق اليوم من عنف دموي بأنه حرب أهلية أو حرب طائفية. فالحرب الأهلية حرب تقودها فئة أو أقلية قومية أو دينية بقصد استئصال وإبادة فئة أو طائفة أخرى، تبادلها نفس التفكير. هذا ما حدث في إسبانيا وأميركا ورواندا، وغيرها من الدول التي عانت من مآسي الحرب الأهلية، ولكن المشهد في العراق مختلف، فهي ليست حرب الشيعة ضد السُّنة، ولا حرب السُّنة ضد الشيعة، وإنما هي حرب السياسيين الذين خسروا مواقعهم السابقة في ظل العهد البائد يوظفونهما توظيفاً طائفياً لتحقيق أهداف وغايات سياسية بعيدة عن أهداف الشعب والوطن. كيف تكون الحرب حرباً أهلية والشعب العراقي بمختلف مكوناته وطوائفه يعد نسيجاً واحداً متماسكاً، وبين السُّني والشيعي مصاهرات وقرابة ورحم، وهكذا الحال بين العربي والكردي وبالعكس، وبينهم وبين مختلف الأقليات الدينية والقومية الأخرى؟ لو كانت حرباً أهلية لا سمح الله فستنتقل إلى البيوت بل إلى غرف النوم ليخوض الزوج الحرب مع زوجته والأولاد مع أبيهم أو أمهم. ما يجري في العراق هو فتنة ساهم فيها الأميركيون، والسياسيون المأسورون بعقدة الحكم، والذين لا يتعاملون مع حقائق الواقع الجديد، ويريدون إرجاع عجلة الزمن إلى الوراء. وساهم فيها الموالون لحزب "البعث" الذين فقدوا السلطة، تساهم فيها أيضاً الجماعات التكفيرية والحدود المفتوحة ودول الجوار التي لها حساباتها وأجندتها الخاصة. فلا يمكن قراءة المشهد العراقي المتشابك والمعقد من خلال عامل واحد وإغفال بقية العوامل. زعيم الخيرالله - كاتب عراقي مقيم في كندا