هل من حل قريب وحاسم لأزمة دارفور؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال كل المهتمين والمراقبين لهذه المأساة داخل السودان وخارجه على حد سواء. فالعنف ضد الأهالي المدنيين، بمن فيهم المقيمون في مخيمات اللاجئين والنازحين، لا يزال مستمراً، ولا تزال الصدامات المسلحة تحدث بين الفينة والأخرى، على رغم مضي وقت طويل الآن على التوقيع على اتفاق سلام بين حكومة الخرطوم وبعض فصائل التمرد في الإقليم. والمثير للقلق في هذا الأمر، مواقف وسياسات حكومة الخرطوم المتذبذبة بين قبول ورفض لهذه الصيغة أو تلك من الصيغ التي يطرحها عليها المجتمع الدولي، فيما يتعلق بنشر قوة دولية مشاركة لقوات الاتحاد الأفريقي المرابطة في الإقليم حالياً، لتعزيز عمليات حفظ السلام ومراقبة وقف إطلاق النار بين جانبي التمرد والقوات الحكومية والمليشيات المحلية التابعة لها. ومع مضي الوقت دون تحقق نتائج ملموسة على الأرض لاتفاق السلام الذي أبرم بين الطرفين، فقد دب التململ والتذمر حتى بين بعض الفصائل الموقعة على الاتفاق نفسه، ناهيك عن رفض الفصائل الأخرى له والامتناع عن توقيعه أصلاً، باعتباره ناقصاً ومعيباً ولا يحقق هدف التسوية السلمية السياسية للنزاع. وهذا ما سيفتح الطريق واسعاً أمام تجدد القتال والمواجهات الواسعة النطاق في الإقليم. والآن فإن العالم كله يتطلع إلى إعلان الموقف النهائي لحكومة الخرطوم من زيارة جون نيجروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الأخيرة إلى السودان، وما أجراه من مفاوضات معها بشأن أزمة دارفور، باعتبارها آخر حلقات المساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى إيجاد مخرج للأزمة. الصادق فضل الله - أبوظبي