المقال الذي كتبه الأستاذ خالد الحروب ونشر في هذه الصفحات يوم أمس الاثنين تحت عنوان: "العرب والإهمال العنصري لقضية دارفور"، فيه الكثير من التجني والمجافاة لمنطق الموضوعية والحياد، حسب رأيي الخاص. فقد اعتبر الكاتب من عنوان مقاله أن هنالك عنصرية عربية بعدم إيلاء قضية دارفور الأهمية التي تستحقها، وكأن دوافع عنصرية هي ما جعل العرب لا يهتمون بالضحايا الأفارقة لهذه الأزمة. وهذا المقال يعكس إلى أي حد يندفع بعض كتابنا العرب خلف الدعاية الإعلامية الغربية، كائناً ما كان موضوعها، دون أن يبذلوا أدنى جهد للتثبت من صحة ما تبنى عليه تلك الدعاية. وضمن هذا الرد أود أن أخبر الكاتب الكريم بأن ما يجري في دارفور ليس إبادة عربية للأفارقة، لأننا نحن جميعاً أفارقة، ولأن كل ما يجري هناك هو تمرد وخروج لبعض العصابات الانفصالية عن النظام والقانون وسلطة الدولة. ولا توجد أية دولة في العالم تقبل أن ينفصل جزء منها، أو أن يتمرد عليها. ولأن بعض الجهات الغربية تريد تمزيق السودان امتطت أزمة التمرد في دارفور، لكي تلوي ذراع الخرطوم، وتجهز على وحدة البلاد. والمؤسف أن الدعاية الغربية الرخيصة ضد السودان ووحدته الوطنية تجد من الكتاب العرب من ينخدع بها، ويجترُّها كما هي، دون تفحص لخلفية الأمر، ودون التمسك بما تقضيه الموضوعية والحياد. وأخيراً أقول: رحم الله الموضوعية. عبد الوهاب حامد - الخرطوم