أعتقد أن الفضيحة الكبيرة التي تفجرت في وجه مدير البنك الدولي والتي أثارها الكاتب ديفيد سنجر في مقاله: "وولفوفيتز... هل يبقى رئيساً للبنك الدولي؟" المنشور في هذه المساحة يوم الأحد الماضي، جاءت لتدلل على فساد أكبر وأعم وهو فساد ما يسمى بالمنظمات الاقتصادية الدولية. فهذه المنظمات كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها، طالما ذبحت الدول الفقيرة بشروطها التعجيزية، وبقساوة الإجراءات التي تفرض على تلك الدول اتباعها، ولكنها في ذات الوقت تغدق المال بلا حساب على موظفيها البيروقراطيين الفاسدين. وأحياناً كثيرة تقضم مرتبات وامتيازات وعلاوات و"بوكت ومني" موظفي تلك المؤسسات النسبة الأكبر من المساعدات اللئيمة التي تقدمها للدول الفقيرة. والأشد من هذا أنها تفرض على الدول المعنية دائماً تدابير من شأنها كتم أنفاس الفقراء، وتقنع بعض الحكومات بمشروعات لا حاجة إليها. في إحدى المرات صرفت إحدى هذه المؤسسات المالية "الدولية" جزءاً كبيراً من قرض قدمته لإحدى الدول الأفريقية الإستوائية، لشراء "كاسحات جليد" لتلك الدولة وصدَّرتها إليها، رغم أن تلك الدولة استوائية وحارة ولا يوجد الجليد ولا الثلج فيها حتى في الثلاجات من فوق. وأما وولفوفيتز، فيصدق عليه القول: "إذا لم تستحِ... فافعل ما شئت". محمود هويدي – دبي