قارن الكاتب الأميركي ويليام فاف في مقاله: "أميركا وأوهام الدولة الأيديولوجية"، المنشور في هذه الصفحات يوم الأربعاء الماضي، بين النزعة الأيديولوجية التي تتميز بها الدولة الأميركية الآن في عهد إدارة الرئيس بوش، وبين ما كان عليه الحال في الاتحاد السوفييتي السابق والصين، مؤكداً أنه في الوقت الذي تخلت فيه الدول الأيديولوجية عن الأيديولوجيا، أخذت الولايات المتحدة تتبناها. وضمن هذا التعقيب السريع، أريد أنا أن أضيف شيئاً، أعتقد أن كثيرين لا يتفطنون له. وهو أن أميركا في وضعيتها الحالية تحولت إلى دولة شمولية، تخرج على القانون الدولي كيف شاءت مثلما فعلت في غزوها الانفرادي للعراق، وتتعامل مع الأمم المتحدة باعتبارها ضيفاً مزعجاً وثقيلاً يشغل عنها عمارة جميلة في نيويورك، وتتعامل مع الاتفاقيات الدولية كبروتوكول كيوتو والمحكمة الجنائية الدولية باعتبارها خاصة بالعالم كله إلا أميركا، وتعتبر مجلس الأمن الدولي، مجرد أفراد مطلوب منهم التصفيق على كل ما تقوله أميركا. والدول الأخرى فتتعامل معها بمنطق "من ليس معنا فهو ضدنا". وعلى المستوى الداخلي صدَّرت أميركا من القوانين كـ"الوطني" وقوانين مكافحة الإرهاب، ما جعلها تدخل مرحلة ماكارثية جديدة، كما أن سجلها في أبوغريب وجوانتانامو، جعلها على رأس الدول المنتهكة لحقوق الإنسان. وإذا أضفنا إلى هذا أن رئيسها الحالي دخل البيت الأبيض سنة 2000 في انتخابات مشكوك في صحة نتائجها، فهل من الظلم القول بعد اليوم إنها دولة شمولية؟ نادر المؤيد - أبوظبي