The Atlantic Monthly خطر الاحتباس الحراري قضايا دولية عديدة شملها العدد الأخير من دوريةThe Atlantic Monthly التي تصدر كل شهر عن مؤسسة The Atlantic Monthly Group ومقرها العاصمة الأميركية واشنطن. فتحت عنوان "الإحماء الحراري: من يكسب ومن يخسر؟"، يذهب "جورج إيستر برووك" إلى أن التغير المناخي في القرن المقبل وما بعده، يمكن أن يحمل في طياته آثاراً مدمرة مثل إغراق بعض المناطق الساحلية، وجفاف المحاصيل في الحقول، وإحداث تغيرات كبيرة في تيارات المياه في أعماق المحيطات، ونشر الأمراض في كل مكان، وإشعال شرارة الحروب بين الدول. والكاتب يرى أيضاً أن التغير المناخي قد يمثل نعمة بالنسبة لبعض الدول وخصوصاً دول الشمال الغنية، ونقمة لبعضها الآخر وخصوصاً الدول الواقعة في أفريقيا المدارية وهي دول فقيرة في الأساس... وهو يقترح سن القوانين والتشريعات اللازمة التي تشجع على الاستثمار في مجال اختراع التقنيات المتقدمة التي تؤدي إلى تخفيض نسبة الانبعاثات من البيوت الزجاجية، وتحديد الضوابط البيئية المناسبة، وضمان الالتزام بها بواسطة دول العالم المختلفة وعلى الأخص الدول الصناعية الأكثر تقدماً. وتحت عنوان "الرابطة المكسيكية"، يذهب "ماثيو كويرك" إلى أن هجرة العمالة المكسيكية إلى الولايات المتحدة قد أدت إلى تفريغ العديد من القرى المكسيكية من نصف عدد سكانها تقريباً ولكنها ساعدت من ناحية أخرى على جعل تلك القرى أكثر ثراء، وهو وما يرجع إلى التحويلات الشهرية التي يقوم المهاجرون المكسيكيون بتحويلها إلى عائلاتهم، والتي تصل إلى نصف أجورهم الشهرية تقريباً ويبلغ مجموعها 20 مليار دولار سنوياً والتي أصبحت تمثل بحلول عام 2003 ثاني أكبر مصدر للعملات الأجنبية بعد الصادرات النفطية متفوقة في ذلك على السياحة والاستثمارات الأجنبية. وتحت عنوان "حكم بوتين" قامت The Atlantic Monthly) بإجراء حوار مع مجموعة من الخبراء في مجال السياسة الخارجية، حول آرائهم في قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلاقاته مع الغرب منذ أن صعد إلى سدة الحكم في روسيا وهي القيادة التي اختلفت الآراء في أميركا والغرب بشأنها. وفي ثنايا ذلك الحوار أجرت المجلة استطلاعاً للرأي بين هؤلاء الخبراء حول ما إذا كانت روسيا تحت قيادة بوتين قد ساعدت اقتصاد الولايات المتحدة، وعززت مصالحها الأمنية أم أنها أضرت بها اقتصادياً وهددت مصالحها..؟ فكانت إجابة 69 في المئة منهم أنها قد أضرت بالاقتصاد والمصالح الأميركية على حد سواء. "المجلة العربية للعلوم السياسية": الهوية الوطنية --- اشتمل العدد الأخير من "المجلة العربية للعلوم السياسية"، على ملف عن "الهوية الوطنية"، نطالع ضمنه دراسة بقلم الدكتور رشيد عمارة ياس الزيدي عن "أزمة الهوية العراقية في ظل الاحتلال"، حيث يناقش باستفاضة مكونات الهوية الوطنية العراقية، ثم يستعرض مؤشرات الأزمة التي تمر بها. فالعراق يمر بمرحلة انتقالية، تشهد غياب الرؤية الوطنية لهوية عراقية مشتركة، بل يعاني أزمة هوية خانقة، ما يجعل البعض يتساءل: عن أي وطن يبحث العراقيون؟ وما هي شروط المواطنة العراقية؟ ويرى الكاتب أن تساؤلات من ذلك النوع تشير إلى البحث عن حالة وجود تتعلق بتركيبة المجتمع العراقي وتكويناته المختلفة ونظرته إلى ذاته. وهنا تؤكد الدراسة على أنه للخروج من هذه الأزمة، لابد أن يكون هناك حوار صريح وهادف وجدي بين المكونات العراقية لإرساء أسس وطنية قادرة على إعادة الكلمة إلى الشعب العراقي، على ألا تبتعد تلك الأسس كثيراً عن الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي لذلك الشعب. وفي دراسة عن "صراع الهويات ومستقبل السلام في السودان"، يناقش الدكتور عبده مختار موسى ملامح ذلك الصراع وجوانبه السوسيولوجية والتاريخية، وهو يرى أن اتفاقية "نيفاشا" للسلام، لا يمكن الاعتماد عليها في تأسيس مجتمع سوداني متكامل، إذ أن هناك فرقاً كبيراً بين الواقع الاجتماعي وأطروحات السياسيين بما فيها اتفاقية "نيفاشا" ذاتها التي تختزل مشكلة معقدة، مثل مشكلة الهوية، في معالجات سياسية واقتصادية. لذلك تصر الدراسة على المدخل السوسيولوجي لتوصيف العلاقات الجنوبية- الشمالية، لأن جوهرها يكمن في البعد الاجتماعي وليس السياسي أو الاقتصادي. ويقول الكاتب إن التصورات التي تحملها العقلية السياسية للنخبة الجنوبية، قد تأسست على أن الحكومة المركزية في الشمال، وبتوجهها الإسلامي، تسعى إلى إقامة مجتمع إسلامي توحيدي متجانس، ومن هنا فإنه رغم قيمة الاتفاقية، إلا أنها بطابعها السياسي والاقتصادي الصرف، تظل قاصرة عن تحقيق الاندماج الكامل بين مجتمعي الجنوب والشمال. وتحت عنوان "الحكم المركزي في الشرق الأوسط: الديمقراطية النخبوية أم ديمقراطية الجماهير؟"، يقدم حافظ أبو سعدة تحليلاً للواقع العربي، مع التركيز على الدول المركزية، ليلاحظ أن أسس النظام الديمقراطي غير متوفرة على الإطلاق في الدول العربية المركزية، بل بالتركيز على النموذج العراقي السابق، يلاحظ الكاتب أن تلك الدول تواجه كماً كبيراً من الأزمات، وأن مركزيتها المفرطة، أدت إلى انهيار الدولة العراقية؛ ذلك أن السلطة المركزية المطلقة والقائد الفرد وغياب المؤسسات... دفعت القيادة السياسية العراقية إلى قرارات خاطئة على مختلف المستويات، وأدخلت الدولة في دوامة من الاستعصاءات على جميع الأصعدة، الأمر الذي أدى إلى انهيارها في النهاية.