أفادني مقال الدكتور أسعد عبدالرحمن: "جماعات الضغط اليهودية في أميركا: إيباك نموذجاً"، والذي نشر هنا يوم أمس الجمعة، بمعلومات أعرفها لأول مرة حول طبيعة "إيباك" ودورها الذي تعلبه في العلاقات الأميركية- الإسرائيلية، وفي توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة وفق مصالح الدولة العبرية. والحقيقة أنني قرأت عن هذه الهيئة من قبل، ولديَّ معرفة لا بأس بها عن عدد آخر من جماعات الضغط اليهودية في أميركا، لكنني فوجئت، من خلال مقال الدكتور أسعد، أن "إيباك" تضم في عضويتها ملايين الأشخاص، وأنها ممثلة في هيئات الكونجرس الأميركي، وأن معظم الأسماء المهمة، بما فيها عدد من الرؤساء الأميركيين، أعضاء ملتزمون في المنظمة، وأن الرئيس جورج بوش الابن تحديداً مواظب على حضور اجتماعاتها السنوية... أي أنها منظمة بهذا الحجم وهذه الأهمية وبذلك المستوى من القدرة على توجيه القرار الأميركي والتحكم فيه. لكننا نعرف أن جماعات الضغط اليهودية وهيئات أصدقاء إسرائيل وحلفائها، كثيرة ونشطة ومؤثرة في الولايات المتحدة، وهي عامل أساسي في صناعة السياسة الأميركية، لذلك نجد أنه رغم المصالح الأميركية الضخمة في البلاد العربية، وكونها تمثل جزءاً مهماً من الأمن الاستراتيجي للولايات المتحدة، في شقها النفطي على الأقل... نجد رغم ذلك أن العرب عاجزون عن إحداث أي تأثير لموازنة الضغط اليهودي على مراكز القرار الأميركي. وأحد الأسباب الرئيسية بطبيعة الحال هو النفوذ المالي والإعلامي والعلمي والاستخباراتي... لتلك الجماعات (اللوبيات). لكن السبب الرئيسي الآخر هو ضعف الإرادة العربية، أو قل افتقاد إرادة سياسية عربية لجعل صاحب القرار الأميركي يضع في اعتباره مصالح الطرف العربي! تيسير فالح - أبوظبي